كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير خاص، عن المطالب الثلاثة التي تهدف إدارة جو بايدن إلى تحقيقها خلال المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران.
وكتبت الصحيفة الأميركية في تقرير خاص أن إدارة بايدن تجري مفاوضات ثنائية غير مباشرة مع طهران لتحقيق الهدف العام المتمثل في خفض التوتر مع إيران.
وبحسب هذا التقرير، تأمل الولايات المتحدة في تحقيق 3 مطالب على الأقل من هذه المفاوضات، هي: الحد من برنامج طهران النووي في مجال تطوير الأسلحة الذرية، ووقف الهجمات بالوكالة للنظام الإيراني ضد القوات الأميركية في سوريا، والإفراج عن 3 سجناء أميركيين مسجونين في إيران منذ فترة طويلة.
وأكدت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين وشرق أوسطيين- لم تسمهم- أن المفاوضات الحالية، التي بدأت قبل بضعة أشهر، لم تعد تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي.
وقد توقفت العام الماضي المفاوضات بشأن استعادة الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، وأعلنت الولايات المتحدة، مرارًا وتكرارًا، أن المفاوضات في هذا المجال أصبحت خارج أولوية البيت الأبيض، بسبب القمع الدموي للانتفاضة الشعبية، وتدخل إيران في حرب أوكرانيا لصالح روسيا.
يذكر أنه قبل انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من هذا الاتفاق في عام 2018، من جانب واحد، تم تخفيض بعض العقوبات الأميركية ضد طهران مقابل القيود النووية التي يمكن التحقق منها في إيران؛ وفقًا للاتفاق النووي.
ومع ذلك، على الرغم من جهود بايدن لاستعادة هذا الاتفاق، وبعد أكثر من عام من المفاوضات المتفرقة، لم تقبل طهران اقتراح الاتحاد الأوروبي بإحياء الاتفاق النووي.
وعلى صعيد متصل، تكثفت الإجراءات المقلقة للنظام الإيراني في العام الماضي بإرسال أسلحة إلى روسيا لغزو أوكرانيا، وأيضًا انتهاك حقوق الإنسان، وقمع الانتفاضة الشعبية.
وكتبت "واشنطن بوست" أن المفاوضين الأميركيين حذروا أيضًا من أن وقوع المزيد من الهجمات في سوريا، وآخرها في مارس (آذار)، واستمرار تخصيب اليورانيوم عالي المستوى، والذي يقترب بشكل خطير من مستويات الأسلحة، من شأنه أن يدفع إلى الرد، بما في ذلك العمل العسكري الذي لا يرغب به أي من الجانبين.
ومنذ نشر تقارير عن اتفاق وشيك بين الولايات المتحدة وإيران في وسائل الإعلام الإسرائيلية، حاول مسؤولو إدارة بايدن التقليل من حجم الجهود الدبلوماسية في هذا المجال.
وبينما لم يستبعد المسؤولون الأميركيون إجراء اتصالات غير مباشرة مع إيران، فقد استبعدوا أي "اتفاق مؤقت" مع طهران.
لكن بالإضافة إلى انتقادات إسرائيل للمفاوضات الحالية، أعربت بعض الشخصيات الأميركية أيضًا، في رسالة إلى بايدن، عن قلقها بشأن الطريقة التي تسير بها هذه المفاوضات.
وبالتزامن مع تقرير "واشنطن بوست"، نقلت ستيفاني ليختنشتاين، المراسلة المستقلة، عن مصادرها وكتبت أن علي باقري كني، رئيس فريق المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي في فيينا، وإنريكي مورا، مساعد منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي سيلتقيان في الدوحة يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقالت ليختنشتاين إن المباحثات بين باقري كني ومورا تتمركز بشكل أساسي على قضايا مثل البرنامج النووي الإيراني، والدعم العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا، ووضع السجناء الأجانب.