عقب قلق كبار المسؤولين في النظام الإيراني من تجدد الاحتجاجات، أعلن كبار المسؤولين الأمنيين والمخابرات والعسكريين خلال اجتماع في مدينة مشهد، تم الإعلان عنه بعد أسبوع، بحضور محمد محمدي كلبايكاني، مدير مكتب خامنئي، أعلنوا عن دراسة سبل الوصول إلى "استراتيجية موحدة" فيما بينهم.
كما اتفق المجتمعون على "إنشاء قواعد مشتركة" بين وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني وقوى أمنية أخرى لمواجهة وقمع الاحتجاجات.
وفي الوقت نفسه، وصف علي خامنئي، في رسالة للاجتماع، ضمناً، الخلافات الداخلية للأجهزة الأمنية بأنها سبب استمرار الاحتجاجات في إيران.
وقد تم الإعلان عن نبأ عقد "اجتماع مشترك بين وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني"، أمس الخميس 22 يونيو/حزيران، مع تأخير لمدة أسبوع.
وقد عُقد هذا الاجتماع، يوم الخميس 15 يونيو/حزيران الحالي في مشهد ، بحضور كبار مسؤولي وزارة المخابرات، وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين وإنفاذ القانون والعسكريين، بمن فيهم حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الايراني، ومحمد شيرازي، رئيس مكتب القيادة العامة للقوات المسلحة، وأحمد وحيدي، وزير الداخلية، وعلي أكبر أحمديان، سكرتير مجلس الأمن القومي، بحضور محمد محمدي كلبايكاني، مدير مكتب علي خامنئي.
يشار إلى أنه في الأشهر التسعة الماضية، كان النظام الإيراني يواجه احتجاجات غير مسبوقة على مستوى البلاد، وهي الاحتجاجات التي بدأت بوفاة مهسا أميني في مقر احتجاز تابع لدورية الإرشاد، لكنها سرعان ما استهدفت مرشد النظام الإيراني.
وفي اجتماع مشهد، قرأ محمدي كلبايكاني رسالة من علي خامنئي، تشير ضمنًا إلى "عدم التفاهم" بين جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني ووزارة المخابرات كأحد أسباب تكرار وانتشار الاحتجاجات المناهضة للنظام.
وقال علي خامنئي في هذه الرسالة: "إن موضوع المعلومات من أهم قضايا البلاد، ومن نقاط ضعفنا فيما يتعلق بالأجهزة الاستخباراتية عدم التفاهم بين هذه المؤسسات".
وفي جزء آخر من هذه الرسالة إلى اجتماع كبار مسؤولي المخابرات والأمن في إيران، أشار خامنئي ضمنيًا إلى التغييرات التي تم إجراؤها على المستوى الأعلى لهذين الجهازين الأمنيين وقال: "اليوم، على الرغم من وجود تفاهم جاد بين رؤساء هاتين المؤسستين، فإن الجهاد الحقيقي هو تنفيذ هذا التعاون والتفاهم على جميع المستويات".
وفي هذه الرسالة التي قرأها مدير مكتب خامنئي في "الاجتماع المشترك بين وزارة المخابرات وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري"، خاطب خامنئي كبار المسؤولين الأمنيين والمخابرات في النظام الإيراني، قائلاً: "إذا أراد السادة الجهاد في سبيل الله، فإن جهادهم هو تطبيق هذا التفاهم على رأس وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني على جميع المستويات".
وخلال هذا الاجتماع، أشار وزير المخابرات، إسماعيل خطيب بوضوح إلى قلق كبار المسؤولين من تصاعد الاحتجاجات في إيران، وقال: "من واجبنا أن نتحرك من خلال تحسين قوتنا، ووحدة عمل جادة، في اتجاه مواجهة حرب الاستكبار المركبة"، و"محاولة مواجهة التخطيط المنظم والشامل للأعداء ضد النظام والثورة".
وأشارخطيب، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس التنسيق الاستخباري للنظام الإيراني، إلى تصريح خامنئي حول "قرار العدو تغيير طبيعة الجمهورية الإسلامية". وأضاف: "إذا تمكن جهازا المخابرات، ووزارة المخابرات، وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، من الوصول إلى تماسك في جميع المجالات والأنشطة المختلفة والظروف الجغرافية والموضوعية، فيمكنهما "كبح التضخم وزيادة الإنتاج وخلق الأمل والحيوية في البلاد، وتحقيق مطالب النظام وتحسين قوة الحكم".
كما أشار حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، في اجتماع لكبار مسؤولي المخابرات والأمن في إيران، بشكل ضمني، إلى الخلافات بين منظمة استخبارات الحرس الثوري ووزارة المخابرات كأحد أسباب استمرار الاحتجاجات في إيران. وقال: "النظام السياسي يحتاج الى عينين للرؤية. أعتقد أن وزارة المخابرات واستخبارات الحرس الثوري الإيراني هما العينان اللتان يجب أن تقدما صورة واحدة حتى لا يعاني النظام من خلل في الرؤية السياسية".
وقال محمد شيرازي، رئيس القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية، خلال هذا الاجتماع: "اليوم انتفض العدو على الجمهورية الإسلامية بكل قوته ووسائله وذكائه، ونحن أيضاً من خلال حشد واستخدام كل قوتنا وحافزنا وتعاطفنا التنظيمي والشعبي، مستعدون للعمل على منع اي مؤامرة وفتنة للعدو".
وأكد شيرازي على منع الاحتجاجات. وأضاف أن "منع الفتنة" يجب أن يتم من خلال "المعلومات الاستخباراتية والتحضير اللازم والعمل في الوقت المناسب".
كما قال محمد كاظمي، رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، في هذا الاجتماع: "بصفتنا جهاز استخبارات الحرس الثوري ووزارة المخابرات، يجب علينا عبور مجال التفاعل والتآزر الذي هو الحد الأدنى للعمل والوصول إلى السقف وهو العمل المشترك والمهمة المشتركة والقضية المشتركة وتشكيل مقر عملياتي مشترك.
وتابع رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني أن "التماسك والكفاءة يمكن اعتبارهما نقاط قوة"، مضيفا: "أي خطوة يتم اتخاذها لإضعاف هذه النظرة، إذا كانت عن علم، فإنها تعتبر دعما للعدو بقصد، وإذا كانت عن غير علم، فقد دعمنا العدو بغير قصد".
كما دعا علي أكبر أحمديان، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، إلى "استراتيجية موحدة، وربط وتوحيد الأنظمة" في جهازي المخابرات الرئيسيين للجمهورية الإسلامية، وقال: "ليس لدينا الفرصة" للتعامل مع الأخطاء المحتملة لبعضنا البعض. علينا أن نتحرك لنتمكن من إنشاء استراتيجية واحدة".
يأتي الإعلان عن نبأ هذا الاجتماع فيما حذر عدد من المسؤولين الأمنيين والسياسيين في إيران في الأسابيع الأخيرة من تجدد الاحتجاجات.
وفي حديث للموقع الرسمي لمكتب علي خامنئي، قال محمد كاظمي، رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، إن "استراتيجية العدو ضد الجمهورية الإسلامية" مستمرة في عام 2023، وأنه في أجواء الحرب النفسية للعدو، يجب أن نحرص على عدم الوقوع في خطأ إدراكي".
كما حذر محمد رضا غلام رضا، المساعد السياسي لوزارة الداخلية، في لقاء مع المسؤولين المحليين من أن المسؤولين في مختلف المحافظات الإيرانية يجب أن "يشعروا بمستوى الخطر".
وقال غلام رضا إنه مع نهاية "الأسبوع الأول من سبتمبر (أيلول)، وإعادة فتح الجامعات والمدارس في ذكرى أعمال الشغب، سندخل مرة أخرى في معركة جديدة، وربما تمتد الاحتجاجات إلى الشارع".
وقال مساعد وزير الداخلية: "سيكون الوقت قد فات لو تورطنا هذه المرة في نقطة الصفر".