شن المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم الثلاثاء 27 يونيو (حزيران)، هجومًا جديدًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأمر السلطة القضائية بمواجهة النشطاء في هذا المجال.
وأشار خامنئي إلى أن هناك أشخاصًا يستخدمون الفضاء الافتراضي أو غير الافتراضي "للتأثير على أعصاب المواطنين"، بما يتعارض مع " الحقوق العامة". وطلب أيضًا من السلطة القضائية أن تصحح "الصورة الإعلامية" الخاصة بها.
وفي كلمته أمام رؤساء ومسؤولي السلطة القضائية في إيران، أكد أن السلطة القضائية "ليست لديها صورة إعلامية جيدة"، وأن وسائل الإعلام والدعاية "لا تستخدم بشكل صحيح في هذه السلطة".
وعزا علي خامنئي جزءًا من هذه الأحداث إلى وسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون، وقال إن الجزء الآخر من اللوم يقع على عاتق السلطة القضائية، ويجب تصحيح هذه الصورة.
وقال المرشد الإيراني في جزء آخر من كلمته إن السلطة القضائية يجب أن تتعامل مع النشطاء في المجال الرقمي بـ"التخطيط والانضباط والقواعد".
واعتبر خامنئي "الأمن النفسي للمجتمع" واحدًا من الحقوق العامة، وقال: "أن يجلس بعض الأشخاص ويثيروا أعصاب عامة الشعب باستخدام الفضاء الرقمي أو غير الرقمي، ويضعفوا أمنهم النفسي ويخيفوا المواطنين، فهذا يعارض إحياء الحقوق العامة. يجب أن تتدخل السلطة القضائية. وبالطبع أعلم أن هناك مدعين قد قاموا ببعض الأعمال، لكن يجب أن يتم ذلك بالتخطيط والانضباط والقواعد".
ويعتقد بعض المحللين أن غضب المرشد الإيراني على شبكات التواصل الاجتماعي ناجم عن قوة المراقبة التي يقوم بها الفضاء الافتراضي، في وضع يتم فيه قمع أي نوع من الاحتجاج والانتقاد بسرعة من قبل النظام الإيراني.
في هذه الظروف، وعلى الرغم من حجب وتقييد شبكات التواصل الاجتماعي، تمكن جزء من الصوت الناقد في المجتمع الإيراني من الظهور في الفضاء الافتراضي.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يصدر فيها علي خامنئي أمرًا بمكافحة الفضاء الرقمي عن طريق هجومه على الإنترنت.
في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، أشار أيضًا إلى الأمن النفسي باعتباره حقًا عامًا للشعب قائلاً: "الأمن النفسي يعني أنه لا يتم نشر شائعة أو كذبة أو كلمة تبث الرعب في النفوس كل يوم. كانت الصحف اليومية هي التي تقوم بهذه الأعمال، والآن تمت إضافة الفضاء الرقمي أيضًا".
وفي نهاية شهر أبريل (نيسان)، طلب المرشد الإيراني من الطلاب "الانتقال إلى الفضاء الرقمي" وتوجيهه وتقديم "الأفكار والأخبار والتحليل" إليه.
وقد طالب أنصار خامنئي ومسؤولو النظام الإيراني، مرارًا، بإنشاء قيود على الوصول العام إلى الفضاء الرقمي استنادًا إلى تصريحاته السابقة التي أعطت للفضاء الرقمي أهمية متساوية للثورة الإسلامية.
في السنوات الأخيرة، تم حظر العديد من شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة في العالم مثل "إنستغرام" و"تويتر" و"فيسبوك"، وتطبيقات المراسلة مثل "تلغرام" و"واتساب" عن المواطنين الإيرانيين.