في رسالة من محبسها في سجن "إيفين" الإيراني؛ طالبت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي من المؤسسات الدولية أن لا تسمح بحدوث مجزرة أخرى في جامعات إيران كالتي حدثت في يوليو (تموز) عام 1999.
وقالت محمدي مخاطبة المؤسسات الدولية، مشيرة إلى احتجاجات 1999 في إيران التي راح ضحيتها عشرات الطلاب: "لا تسمحوا أن يشهد المجتمع الإيراني المعذب مجزرة جامعية أخرى مثل يوليو 1999".
وفي هذه الرسالة التي تحمل عنوان "أوقفوا العنف الوحشي ضد الجامعة"، المنشورة على موقع نرجس محمدي على "إنستغرام"، خاطبت الناشطة النظامَ قائلةً إن "الهجوم والتهديد الوحشي على الجامعة" يمكن أن يكون شرارة "انتفاضة واحتجاجات شعبية واسعة".
وأشارت هذه الناشطة في مجال حقوق الإنسان إلى أن النظام الإيراني عالق في مفاوضات "سرية وفاقدة للمصداقية وهشة" مع الحكومات الغربية، وذكّرت أنه على الرغم من ذلك فإن غضب الشعب من مقتل أحبائه في انتفاضة جينا (مهسا) الشعبية ما زال متقداً.
ووصفت هذه الكاتبة والناشطة الحقوقية الجامعات والمؤسسات والجماعات والقواعد المدنية والشعبية بأنها "الحلقات التي تربط الحركات الاجتماعية والاحتجاجية والثورية".
وبحسب قولها، على الرغم من أن الهجمات "العنيفة والوحشية والمعلنة" للقوى القمعية على هذه الجماعات تستند إلى "استراتيجية يائسة وغير فعالة للنظام"، أي إثارة الرعب واليأس، لا سيما بين الشباب والنساء، لكن بالمقابل تستمر "المقاومة" بأشكال مختلفة.
ووصفت محمدي الاحتجاجات الشعبية في جميع أنحاء إيران وكذلك الطلابية بأنها "صدى قوي ومدو لكلمة "لا" للنظام الديني الاستبدادي"، ودعت المحافل الدولية لحقوق الإنسان والنسوية والكتاب والأكاديميين في العالم إلى عدم السماح للمجتمع الإيراني المتألم أن يشهد مجزرة يوليو مرة أخرى في جامعاته.
ونُشرت هذه الرسالة بعد تصاعد عنف القوات القمعية في الجامعات، بما في ذلك نشر مقطع فيديو لحارس أمن جامعة "العلامة الطباطبائي" وهو يضرب رأس طالب على درج حجري.
وأفادت قناة "المجالس الوطنية لاتحاد الطلبة" في 26 يونيو (حزيران) أنه نتيجة "حدوث مضايقات أمنية لطالبتين بسبب ملابسهما في كلية الإدارة والمحاسبة بجامعة الطباطبائي"، احتج أحد الطلاب على الأمن الجامعي إلا أن أحد رجال الأمن أهانه وضرب رأسه على درج حجري بأسوأ طريقة.
وعقب نشر هذا الفيديو، أصدر قسم العلاقات العامة بجامعة "العلامة الطباطبائي" إعلاناً، ووصف فيه تقرير هذه الحادثة في وسائل الإعلام بأنه يصب "في اتجاه التسبب في حدوث اضطرابات وتشويه صورة الجامعة الهادئة"، وكتب: "إذا كان هناك إهمال"، سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
لكن بعد يوم، نشر طلاب كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الطباطبائي تقريرًا نفوا فيه "الإعلان الباطل للعلاقات العامة للجامعة"، وقالوا: "خلال العام الماضي، لم يكن هناك جو سلمي في جامعة العلامة الطباطبائي".
وأكد معدو البيان على أن "العلامة لطباطبائي" لم تعد جامعة بل "قاعدة أمنية"، وكتبوا في إشارة إلى إعلان العلاقات العامة للجامعة عن هدوء الوضع: "لا يوجد هدوء هنا والشيء الوحيد الذي يتم بشكل أفضل هو القمع".
وفي نهاية بيانهم أكدوا للمضطهدين: "لن يرضخ أحد لضغوطكم".
بالإضافة إلى دعم الطلاب المحتجين، كتبت نرجس محمدي أيضًا رسالة إلى ممثلي البرلمان الأوروبي والحاضرين في عرض فيلم "التعذيب الأبيض"، ووصفت الحبس الانفرادي بأنه أداة "للتعذيب والقمع والاعتراف القسري والإعدام".
وأشارت إلى تعرض السجينات للاعتداء في الزنازين الانفرادية بمراكز الاحتجاز، وطالبت المجتمع الدولي بأن يكون صوت الشعب الإيراني.