نظم أهالي زاهدان إيران مظاهرات صامتة في الجمعة الـ39 من احتجاجاتهم ضد النظام، وسط أجواء أمنية مشددة بوجود قوات مكافحة الشغب بدراجات وسيارات عسكرية. وعلى عكس الأشهر الـ9 الماضية، أقيمت صلاة الجمعة هذا الأسبوع في زاهدان بإمامة مولوي عبدالغني بدري، بدلاً من مولوي عبدالحميد.
يذكر أن عبدالغني بدري هو نائب رئيس حوزة دار العلوم العلمية، التابعة لمسجد مكي في زاهدان، وإمام جمعة زاهدان المؤقت.
وأعلن مكتب مولوي عبدالحميد في بيان بعد صلاة الجمعة، أنه نظرًا لخطبة مولوي عبدالحميد المفصلة في صلاة عيد الأضحى أمس الخميس، وتطرقه إلى قضايا عديدة، لذلك لم يخطب اليوم في صلاة الجمعة.
ونظم أهالي زاهدان بعد الصلاة، مظاهراتهم الاحتجاجية الصامتة، بناء على طلب مولوي عبدالحميد، وبمناسبة عيد الأضحى.
وبحسب موقع "حال وش"، المعني بحقوق البلوش في إيران، تأتي المظاهرات الصامتة في الوقت الذي قامت فيه قوات الأمن بدوريات في الشوارع المحيطة بمسجد مكي، كما اعتقلت العديد من المواطنين ونقلتهم إلى مكان مجهول.
وذكرت حملة "النشطاء البلوش" أن "أجواء زاهدان أمنية للغاية، وهناك وجود كبير لقوات مكافحة الشغب في شوارع المدينة، وإن هذه القوات أغلقت بعض المناطق، بما في ذلك منطقة شركة النفط".
وعلى الرغم من هذه القيود والأجواء الأمنية السائدة في المدينة، فقد خرج المواطنون إلى الشوارع اليوم الجمعة 30 يونيو (حزيران)، في الجمعة الـ39 من احتجاجاتهم ضد النظام الإيراني، بعد جمعة زاهدان الدامية في 30 سبتمبر (أيلول) 2022، حيث ساروا في صمت.
كما تظهر الصور التي تم نشرها من شوارع مختلفة في المدينة كثيرا من الجداريات والشعارات ضد المرشد الإيراني، علي خامنئي، والحرس الثوري، وقوات الباسيج، كما أكدت الشعارات المكتوبة، على "الانتقام" لضحايا جمعة زاهدان الدامية.
وتشير التقارير إلى أن الإنترنت في مدينة زاهدان تعطلت بشكل كبير اليوم الجمعة، كما في الأسابيع السابقة، بحيث لم يكن من الممكن إجراء المكالمات.
وبالإضافة إلى زاهدان، ساد جو أمني في خاش اليوم الجمعة، وأظهرت تقارير وجودا كثيفا للقوات العسكرية حول مسجد الخليل في مدينة خاش.
وعلى الرغم من الضغط الذي تعرض له إمام أهل السنة في إيران، وأهالي زاهدان، بعد الجمعة الدامية، فقد استمرت الخطب الانتقادية لمولوي عبدالحميد، واحتجاجات الشوارع للمتظاهرين.
ودعا إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، أمس الخميس، في خطبة صلاة عيد الأضحى، مرة أخرى، إلى العدالة لمتظاهري الأحداث الإيرانية الأخيرة، خاصة الذين أصيبوا بالعمى أو بترت أطرافهم، من قبل قوات النظام الإيراني.
وأشار البيان إلى اعتقال عدد من أقارب مولوي عبدالحميد، بمن فيهم حفيده، وقال: "إن الغرض من هذه الاعتقالات هو الضغط السياسي والحد من الأنشطة الإعلامية لدار العلوم وإسكات صوتها".
وبحسب البيان، فإن "الخطة الفاشلة" لاغتيال مولوي عبدالحميد، خلقت فرصة لاعتقال بعض الناس بهذه الذريعة، وممارسة المزيد من الضغط على حوزة دار العلوم العلمية التابعة لمسجد مكي في زاهدان، من قبل قوات النظام الإيراني.
ونظم محتجو زاهدان مسيرات احتجاجية أسبوعية بعد الجمعة الدامية في المدينة.
يذكر أن ما لا يقل عن 100 مواطن قتلوا في الجمعة الدامية، وعانى العشرات من بتر في الأطراف والعمى وإصابات أخرى.