بينما لا يزال التسمم بالمشروبات الكحولية المغشوشة في إيران يودي بحياة الضحايا، بما في ذلك حياة أحد الفنانين التشكيليين الإيرانيين، أعلن القائد العام للشرطة في إيران، أحمد رضا رادان، أن حالات التسمم هذه ليست متسلسلة.
وقال رادان لوكالة "تسنيم" للأنباء، اليوم الأحد الثاني من يوليو (تموز): "التسمم الكحولي في إيران ليس متسلسلاً بأي شكل من الأشكال، والشرطة لا تؤكد هذا الأمر".
وأضاف: "في كل مدينة أُعلن فيها عن حالات التسمم الكحولي، قامت الشرطة على الفور بتحديد واعتقال منتجي الخمور الفاسدة".
وبالتزامن مع هذه التصريحات، أعلن محمد يوسف وند، المدعي العام والثوري لرباط كريم في محافظة طهران، اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا التسمم بالكحول المغشوش في هذه المدينة إلى 41 شخصًا.
وتابع أنه منذ أواخر يونيو (حزيران) الماضي، أصيب هؤلاء بالتسمم بسبب تناول مشروبات كحولية مغشوشة، وتوفي منهم 6 أشخاص، وأصيب شخص بالعمى، ونُقل شخص آخر إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى.
وذكر هذا المسؤول القضائي في إيران أنه في الأيام الأخيرة من شهر يونيو الماضي بلغ عدد المعتقلين في هذه الأحداث 5 أشخاص ووصل عدد أماكن توزيع المشروبات الكحولية التي تم إغلاقها إلى 6 أماكن.
كما أفادت وكالة "تسنيم" أنه بالإضافة إلى رباط كريم، منذ حوالي شهر، توفي 7 أشخاص في سردشت، واثنان في قزوين، واثنان في بهارستان، و3 في مازندران، و12 في كرج، بسبب تناولهم مشروبات كحولية مغشوشة.
ووفقًا للتقارير، فقد توفي الرسام الإيراني خسرو حسن زاده بسبب كحول مغشوش.
وبحسب هذا التقرير، فقد دخل حسن زاده في غيبوبة بسبب التسمم بالكحول والميثانول، وكان راقداً في مستشفى منذ 11 يومًا.
يشار إلى أن خسرو حسن زاده (60 عاما)، ولد في طهران وكان تلميذا لأيدن أغداشلو، وبدأ نشاطه المهني في تسعينيات القرن الماضي.
وتحظى القضايا الاجتماعية والثقافة الشعبية والدين بمكانة خاصة في أعماله. وقد شارك في كثير من المعارض الجماعية والفردية حول العالم.
وفي السابق، أظهرت التقارير أن غالبية ضحايا استهلاك الكحول المغشوش في المدن الإيرانية هم في الفئة العمرية من 20 إلى 40 عامًا.
وقال المدير العام للطب الشرعي في محافظة طهران، مهدي فروزش، في مؤتمره الصحافي أمس السبت، إنه في الشهرين الأولين من هذا العام، ارتفع عدد الوفيات المتعلقة بالتسمم الناتج عن تناول مشروبات كحولية في طهران بنسبة 36.8 في المائة مقارنة بالفترة نفسها في 2022.
يذكرأن التسمم وفقدان البصر والفشل الكلوي والوفاة تهدد حياة مئات المواطنين الإيرانيين كل عام بسبب عدم توفر المشروبات الكحولية العادية.
تجدر الإشارة إلى أن بيع المشروبات الكحولية محظور في إيران. ليس ذلك فحسب، بل إن تناول المشروبات الكحولية يعد أمراً غير قانوني، ويمكن للنظام القضائي أن يحكم على من يقوم بذلك بالجلد 80 جلدة في المرة الأولى التي يتم فيها القبض عليه، و"الإعدام" إذا كرر الأمر عدة مرات.
ومع ذلك، ففي عام 2018 وضعت منظمة الصحة العالمية إيران في المرتبة التاسعة من حيث استهلاك الكحول، وقالت إن كل مدمن كحول في إيران يشرب 25 لترًا من الكحول سنويًا.