تظهر المعلومات الحصرية التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه بعد بدء إلغاء بطاقات الوقود المدعومة واستبدالها بالبطاقات المصرفية للتزود بالوقود، وضع مجلس الأمن القومي في إيران محطات الوقود في حالة تأهب أمني.
وقال مصدر مطلع لـ"إيران إنترناشيونال": "حددت الأجهزة الأمنية في الأشهر الأخيرة محطات الوقود الحساسة، والاستراتيجية، والهشة، وقامت بالتعاون مع المحطات بمناورات أمنية عند منتصف الليل".
وبحسب هذا المصدر المطلع، فقد تم الانتهاء من جميع الخطوات الفنية لاستبدال بطاقة الوقود المدعومة ببطاقة بنكية، وسيتم إجراء أي تغييرات "بفواصل زمنية" وبالتدريج حسب أوامر المؤسسات الأمنية.
وفي هذا الصدد، أعلن مدير نظام الوقود الذكي في الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية، عن تنفيذ المشروع التجريبي لتزويد الوقود عبر البطاقة المصرفية في إحدى محطات طهران.
وقال محمد صادقي في مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا": "إذا نجحت مراحل التجربة وإصدار التراخيص، ففي المرحلة الأولى من هذه الخطة سيبدأ توزيع بنزين سوبر بالبطاقات المصرفية".
في 7 يونيو (حزيران) من هذا العام، أعلنت "إيران إنترناشيونال" في تقرير خاص أن حكومة إبراهيم رئيسي تخطط لبدء تنفيذ خطة إمداد البنزين بثلاثة أسعار اعتبارًا من هذا الصيف.
وجاء في هذا التقرير، بناء على تصريحات مصدر مطلع في مجال المحروقات، أنه مع بداية الصيف سيتم إلغاء 90% من بطاقات الوقود المدعومة لأصحاب المحطات في المحافظات الوسطى، وجميع هذه البطاقات في المحافظات الحدودية.
في 6 يونيو، أُعلن أن محطات الوقود ستمتلك بطاقة وقود واحدة فقط للتزود بالوقود في حالات الطوارئ اعتبارًا من أغسطس (آب)، ويجب على المواطنين استخدام بطاقات الوقود الشخصية للحصول على البنزين بالسعر الحر.
في الأيام الأولى من شهر يونيو (حزيران)، قال مصدر مطلع لـ"إيران إنترناشيونال" إنه عشية تنفيذ خطة الحكومة لزيادة سعر البنزين خطوة بخطوة، صدرت أوامر لأصحاب المحطات بأن يكونوا في حالة تأهب أمني.
كما أعلن هذا المصدر المطلع عن الاجتماع الأمني الخاص بتنفيذ خطة البنزين الجديدة بحضور قادة مقر "ثار الله"، وممثل وزارة المخابرات، وقائد قوة الشرطة، وعدد من المسؤولين التنفيذيين في شتاء عام 2022، وقال إنه تم اتخاذ "إجراءات أمنية قوية لاحتمال نشوب احتجاجات ناجمة عن تنفيذ هذه الخطة".
كانت "إيران إنترناشيونال" قد أفادت في وقت سابق بناء على وثيقة سرية من اجتماع مقر الإعلام والدعاية بالبلاد بأنه تم توجيه تحذير بشأن اختلال توازن الطاقة وخاصة البنزين.
وأعلن مسؤولو وزارة النفط في اجتماع مقر الإعلام والدعاية بالدولة، الذي عقد في 22 فبراير (شباط) 2023، عن انخفاض حاد في احتياطيات البنزين الاستراتيجية وتقليص القدرة على الصمود إلى خمسة أيام.
وبناءً على موافقات هذا الاجتماع، فإن على وزارة البترول أن توضح "الآثار غير المناسبة للزيادة الحادة في استهلاك البنزين" عبر الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى، وأن تطمئن المواطنين إلى أن تنفيذ الخطة الجديدة "لن يخلق مشكلة لاستهلاك المواطنين العاديين".
في هذه الموافقات، طُلب من المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين "الامتناع عن أي تعليقات أو مقترحات أو إجراءات يمكن اتخاذها كأساس لزيادة الأسعار".
يذكر أن قرار الحكومة، في فترات مختلفة، بتقنين الوقود وزيادة سعر البنزين أدى إلى احتجاجات شعبية.
ووقعت أكبر هذه الاحتجاجات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، عندما قتلت قوات الأمن، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، 1500 محتج في مدن مختلفة بإيران.