أفادت مصادر قضائية في بريطانيا بأن جلسة الاستماع لعرض الاتهام والبدء في إجراءات محاكمة محمد حسين دوتاييف، المتهم بارتكاب جرائم تتعلق بأعمال إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال"، ستنعقد اليوم الجمعة 7 يوليو (تموز) في أولد بيلي بالعاصمة لندن.
وكان دوتاييف قد اعتقل يوم 11 فبراير (شباط) الماضي. وتم الحصول منه على عدة تسجيلات بها معلومات كانت ستقدم لأحد الأشخاص لمساعدته في ارتكاب عمل إرهابي أو التحضير له.
يذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي، أعلنت شرطة لندن في بيان لها أن مواطنًا نمساويًا يُدعى محمد حسين دوتاييف اعتقل من قبل شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتهمة محاولة ارتكاب عمل إرهابي ضد مبنى قناة "إيران إنترناشيونال".
وبعد أيام قليلة، اتهم النظام القضائي البريطاني هذا الشخص بمحاولة جمع معلومات مفيدة لتنفيذ عمليات إرهابية.
هذا وكانت السلطات الإيرانية قد هددت "إيران إنترناشيونال" وموظفيها عدة مرات، وازدادت هذه التهديدات بشكل كبير بعد تغطية انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلنت "إيران إنترناشيونال" عن تهديد فوري بالقتل ضد اثنين من صحافييها في بريطانيا من قبل الحرس الثوري الإيراني.
وأضافت القناة الإخبارية المستقلة الناطقة باللغة الفارسية ومقرها بريطانيا في بيان لها أن موظفيها أُبلغوا بالتهديدات الموجهة ضدهم من قبل شرطة العاصمة لندن.
وجاء في بيان "إيران إنترناشيونال": "صحافيونا يتعرضون للمضايقة على مدار 24 ساعة في اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن هذه التهديدات لحياة الصحافيين البريطانيين الإيرانيين العاملين في بريطانيا هي تصعيد كبير وخطير لحملة النظام الإيراني لترويع الصحافيين الإيرانيين العاملين في الخارج".
وجاء في جزء آخر من البيان: "هذا التهديد بالقتل على الأراضي البريطانية يأتي بعد عدة أسابيع من التحذيرات من قبل الحرس الثوري والنظام الإيراني بشأن أنشطة وسيلة إعلامية ناطقة بالفارسية وحرة وغير خاضعة للرقابة تعمل في لندن".
يأتي الكشف عن هذه المعلومات بينما لم يقدم مسؤولو الشرطة البريطانية تفاصيل كثيرة حول مصدر التهديدات ضد صحافيي "إيران إنترناشيونال" ومكتبها في لندن، لكن وفقًا للتفاصيل التي قدمها المصدر الأمني لـ"إيران إنترناشيونال"، فإن الشخص المسؤول عن هذه العملية كان روح الله بازقندي والمجموعة الخاضعة لإشرافه قامت بإرسال فريق إرهابي إلى بريطانيا لتهديد حياة موظفي "إيران إنترناشيونال" وعائلاتهم.
وكانت القناة 11 التلفزيونية الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق أن الموساد، أبلغ وكالة الأمن الداخلي البريطانية (MI5)، بشأن التهديدات ضد المواطنين الإيرانيين في بريطانيا، وخاصة الصحافيين العاملين في "إيران إنترناشيونال".
وبحسب تقرير هذه القناة التلفزيونية، فإن المعلومات التي قدمها الموساد للأجهزة الأمنية البريطانية حالت دون وقوع هجوم إرهابي للنظام الإيراني على المواطنين الإيرانيين في بريطانيا وخاصة التهديد المباشر ضد صحافيي "إيران إنترناشيونال".
وأعلن رئيس وكالة الأمن الداخلي البريطانية، كين ماكالوم، أن إيران حاولت قتل أو اختطاف ما لا يقل عن 10 مواطنين إيرانيين على الأراضي البريطانية منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقد انعكس التهديد ضد صحافيي "إيران إنترناشيونال" على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك "بي بي سي وورلد"، و"سي إن إن"، و"ديلي تلغراف"، ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسية.
وبعد ردود الفعل العالمية المستمرة على الكشف عن عمليات وكالات استخبارات النظام الإيراني ضد "إيران إنترناشيونال" في الأراضي البريطانية، هدد وزير المخابرات الإيراني، إسماعيل خطيب، بأن بريطانيا "ستدفع ثمن أفعالها لجعل إيران غير آمنة".
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تثار فيها تهديدات إيران ضد وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية في بريطانيا.
وقبل 3 سنوات، وفي أعقاب احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أدان اتحاد الصحافيين البريطانيين، في بيان له، التهديدات ضد موظفي "إيران إنترناشيونال" والقسم الفارسي في "بي بي سي"، مطالباً النظام الإيراني بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.
وفي الوقت نفسه، أعلن الاتحاد الدولي للصحافيين عن حالات مماثلة، قائلاً إن صحافيين إيرانيين يعيشون في ألمانيا وفرنسا وجمهورية التشيك تعرضوا للمضايقات والتهديد بالطريقة نفسها.
وفي غضون ذلك، أضافت بريطانيا 13 مسؤولا ومؤسسة إيرانية أخرى إلى قائمة العقوبات أمس (الخميس 6 يوليو/تموز) بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال وزير الخارجية البريطاني إن النظام الإيراني يضطهد شعبه ويشارك في إراقة الدماء في أوكرانيا والشرق الأوسط ويهدد بالقتل والخطف على الأراضي البريطانية.