بعد يوم واحد من الهجوم على مركز شرطة زاهدان، اتخذت بعض وسائل الإعلام الأمنية التابعة للحرس الثوري مواقف ضد مولوي عبد الحميد، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، وهددته بشكل غير مباشر بالانتقام لدماء الشرطيين اللذين قتلا في ذلك الهجوم.
وأشار موقع "نور نيوز" التابع لمجلس الأمن القومي الإيراني، في تغريدة له اليوم الأحد، إلى ما وصفه بـ"التصريحات الهدامة" لمولوي عبدالحميد.
وفي الأشهر الأخيرة، كان مولوي عبدالحميد يتحدث كل أسبوع في صلاة الجمعة في زاهدان ضد سياسات النظام الإيراني، وخاصة قمع وقتل المتظاهرين.
وكتب "نور نيوز" دون ذكر اسم مولوي عبدالحميد: "التصريحات والأفعال المدمرة التي تخلق بيئة من انعدام الأمن وإراقة الدماء في إقليم بلوشستان تخل بالأمن باعتباره الخط الأحمر للنظام".
وأضاف هذا الموقع الأمني أن دماء الشرطيين اللذين قتلا في هذا الهجوم "لن تذهب هباء".
لكن وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري خاطبت مولوي عبدالحميد مباشرة وكتبت في مقال: "سيد عبدالحميد! أنت مسؤول عن إرساء الأساس للعمليات الإرهابية اليوم".
كما اتهمت هذه الوكالة الأمنية أنصار مولوي عبدالحميد بـ "الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة" بعد صلاة الجمعة.
يأتي ذلك في حين أن مولوي عبدالحميد أعلن في بيان، يوم السبت، وبعد ساعات من هذا الهجوم براءته من أي نوع من "العنف والهجوم المسلح والحركة التي تسبب انعدام الأمن".
وأشار في بيانه إلى أنه رغم عدم علمه بـ"أبعاد هذه الحادثة ونوعية الهجوم والجماعة أو الأشخاص الذين يقفون وراءه"، فإنه أعلن مسبقا عن قلقه وبراءته "من أي عنف أو هجوم مسلح ومن أي تحرك يسبب انعدام الأمن".
وجاء في جزء من هذا البيان: "طريقنا متابعة مشاكل المجتمع من خلال التفاوض والنقد البناء، ونؤكد على الحفاظ على وحدة أراضي الوطن وأمنه والمطالبة بالحقوق بطريقة صحيحة وسلمية".
ودعا مولوي عبدالحميد أهالي بلوشستان وخاصة مدينة زاهدان إلى "الحفاظ على السلام وضبط النفس" وتجنب أي نوع من الحركات والأعمال التي "تسبب انعدام الأمن".
في الوقت نفسه، هناك تكهنات حول ما وراء كواليس هذا الهجوم والتحضير المحتمل لسجن أو فرض الإقامة الجبرية على خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الإعلام الأمني الإيراني موقفاً ضد مولوي عبدالحميد.
وسبق أن اتهمت وكالة "تسنيم" للأنباء مولوي عبدالحميد بـ "تزوير وثيقة" لتبرير منعه من الذهاب إلى الحج.