قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن "العدو في يده سيوف ملطخة بالدماء. وهذه الأشياء الجديدة التي ظهرت مثل الذكاء الاصطناعي وما شابهه تفرض علينا تساؤلا.. ماذا نريد أن نفعل؟ مضيفا: "هنا تصبح الدعاية ذات أهمية مضاعفة".
وأوضح خامنئي، الذي كان يلقي كلمة في اجتماع مع بعض طلاب الحوزة اليوم الأربعاء 12 يوليو (تموز)، نحن في زمن توجد فيها جميع أنواع الطرق "لنشر الدعاية". في الماضي "لم يفكر أحد في ذلك مثل ما هو الآن في التلفزيون والأقمار الصناعية والإنترنت".
وأطلق المرشد الإيراني على "الذكاء الاصطناعي وما يماثله" اسم "ما بعد الإنترنت"، وقال إن هذه "سيوف دامية في يد العدو".
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي في لقائه مع طلاب الحوزة: "إذا أهملت الحوزات أهمية وحساسية الدعاية والوعظ، فإننا سنعاني من التحول الثقافي، وسيتلقى الإسلام صفعة ستبقى لسنوات عديدة".
وشدد على أن "الدعاية" يجب أن تكون على رأس أولويات المدرسة الدينية، ودعا إلى استخدام "الموقف الهجومي" في الدعاية بدلاً من "الدفاع والرد على الشبهات".
وقال خامنئي أيضًا: "في هذه السوق الفوضوية هناك أصوات مختلفة وتعددية إعلامية في الفضاء الافتراضي، فيما تم عزل الأصوات الداعية لتعليم الأجيال والأسرة".
في وقت سابق، في 27 من يونيو (حزيران)، وفي لقاء مع رئيس ومسؤولي القضاء انتقد المرشد الإيراني شبكات التواصل الاجتماعي، وقال إن بعض الأشخاص الذين يستخدمون الفضاء الافتراضي أو غير الافتراضي "يثيرون غضب المواطنين" وهذا يتعارض مع الحقوق العامة.
كما طالب القضاء وطلاب الحوزة باستخدام "الدعاية والإعلام" بشكل صحيح.
ويعتقد بعض المحللين أن غضب المرشد على الشبكات الاجتماعية ناجم عن قوة الفضاء الافتراضي في مراقبة النظام، في وقت يتم فيه قمع أي نوع من الاحتجاج والنقد بسرعة من قبل النظام.
في مثل هذه الظروف، على الرغم من الحجب والتقييد الشديد للشبكات الاجتماعية، تمكن جزء من الصوت الناقد للمجتمع الإيراني من الظهور في الفضاء الافتراضي.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي يهاجم فيها علي خامنئي الفضاء السيبراني، ويأمر الجهات القضائية ووكالات إنفاذ القانون بالتعامل معه، وقد سبق أن وصف شبكات التواصل الاجتماعي بأنها منصة لـ"الإشاعات والأكاذيب وإرباك الأمن النفسي".
وقد طالب مؤيدو خامنئي وسلطات النظام الإيراني، مرارًا وتكرارًا، بتقييد وصول عامة الناس إلى الفضاء الإلكتروني، مستشهدين بتصريحاته السابقة حول أهمية الفضاء الإلكتروني، الذي اعتبره مرادفاً للثورة الإسلامية.
في السنوات الماضية، تم حجب العديد من الشبكات الاجتماعية الشهيرة في العالم مثل "إنستغرام"، و"تويتر"، و"فيسبوك"، وتطبيقات المراسلة مثل "تلغرام"، و"واتسآب" للمواطنين الإيرانيين.