هاجمت قوات الأمن الإيراني منزل الممثل محمد صادقي واعتقلته، بعد أن كتب عدة منشورات على "إنستغرام" أدان فيها "شرطة الأخلاق"، منتقداً الحجاب الإجباري. وقد عرض عملية هجوم عناصر الأمن على منزله واعتقاله في "إنستغرام"، على الهواء مباشرة، رغم تقطع الاتصال.
وخاطب صادقي عناصر الشرطة عبر حسابه على "إنستغرام": "لماذا تتقاضون رواتبكم، لكي تحتجزوا الفتيات في شاحنة؟ إلى أين تذهبون بهن؟".
وتابع صادقي: "لقد بدأتم من جديد، لماذا يجب أن يبدأ المرء يومه بمقطع فيديو لامرأة تجبر امرأة أخرى على ركوب شاحنة؟".
وأضاف صادقي مخاطبا المواطنين: "في هذه الحالة، من الحمق أن يطلب الرجل من زوجته، أو ابنته، أو أخته، أن تضع الشال حول عنقها وعلى رأسها خوفا من الشرطة".
بعد هذه التصريحات هرع عناصر الأمن إلى منزل صادقي وعندما لاحظ وجودهم أراد أن يلقي بنفسه من الطابق الثالث ولكن بعد حضور إدارة الإطفاء ومسؤول قضائي تخلى عن قراره واعتقل.
يُظهر مقطع الفيديو الذي نشره لهجوم رجال الأمن مدى عنف عناصر الأمن عند اعتقاله.
وقد تسبب اعتقال هذا الممثل في موجة من ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، فإن الممثل المسرحي والسينمائي أشكان خطيبي، الذي اضطر لمغادرة إيران خلال الاحتجاجات بعد مقتل مهسا أميني، كتب على "تويتر": "يهاجمون منزل محمد صادقي أثناء البث المباشر، ويكسرون النوافذ، وعندما حاول الهروب من الشرفة أحضروا شاحنة إطفاء وكسروا باب منزله واعتقلوه. كل هذا الجهد من قبل قوات الشرطة والاستخبارات ليس لإلقاء القبض على قاتل خطير ولكن لاعتقال ممثل مسرحي".
وقد نُشر خبر اعتقال صادقي بالتزامن مع نبأ عودة "شرطة الأخلاق" إلى شوارع إيران.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال الانتفاضة الشعبية ضد نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، ازداد ضغط النظام على الفنانين الداعمين لهذه الانتفاضة.
وقد نددت نقابة المخرجين واتحاد منتجي السينما الإيرانية، في بيان مشترك، بالحكم الصادر عن القضاء الإيراني ضد الممثلة آزاده صمدي، ووصفته بأنه "إهانة لجميع العاملين في السينما".
وتم نشر صورة الحكم غير العادي الذي أصدرته نيابة طهران، يوم الجمعة الماضي، ضد الممثلة آزاده صمدي بسبب "خلع الحجاب"، مما أثار ردود فعل كثيرة.
وبحسب هذا الحكم، لا تستطيع صمدي استخدام "الفضاء الافتراضي وهاتفها المحمول" لمدة 6 أشهر، وسيتم "وقف" جميع الصفحات المنسوبة إليها على مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أنه في السابق، أدى سجن بعض الفنانين الآخرين، بما في ذلك ترانه علي دوستي، إلى موجة من الإدانات الدولية.
وبالإضافة إلى الاعتقالات، تم منع عشرات الفنانين الآخرين من العمل أو من مغادرة البلد لدعمهم الانتفاضة الشعبية.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من جهود النظام الإيراني لقمع وزيادة الضغط على النساء اللواتي يعارضن الحجاب الإجباري، وإصدار أحكام غريبة بحقهن، يستمر كفاح النساء في إيران للحصول على حق اختيار ملبسهن.