كشفت تقارير إعلامية إيرانية عن ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم في إيران خلال الفترة الماضية، وأن الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون أدت إلى انخفاض حاد في الإنجاب لدى الطبقة المتوسطة، والتي كانت أكثر الفئات معاناة من تدهور الوضع الاقتصادي.
صحيفة "جام جام"، التابعة لمؤسسة إذاعة وتلفزيون إيران، أشارت في تقرير لها، اليوم الأربعاء 19 يوليو (تموز)، إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية في إيران، وقالت: "وصل سعر الأغنام الحية إلى 187 ألف تومان للكيلو، ويصل سعر اللحم البقري في سوق "بهمن" للخضار والفواكه من 350 إلى 400 ألف تومان، وفي الأسواق الأخرى يصل إلى أكثر من 400 ألف تومان".
وأوضحت أنه من خلال دراسة مؤشر أسعار اللحوم في العالم، فإن سكان 113 دولة أكثر قدرة على شراء اللحوم من الإيرانيين، وسعر اللحوم في 53 دولة فقط أغلى من إيران، وأن الإيرانيين يشترون كل كيلوغرام من اللحوم أغلى عدة مرات من أفقر دول العالم، بحيث ينفق الإيرانيون 2.3 مرة أكثر من المنغوليين و2.2 مرات أكثر من الروانديين والتنزانيين لشراء وحدة من اللحوم.
ومع تزايد أسعار المواد الغذائية يوما بعد يوم في أسواق إيران، بما فيها اللحوم، صدر يوم الثلاثاء 18 يوليو (تموز)، أمر قضائي خاص بتخليص "شحنة 200 طن من اللحوم البرازيلية المجمدة" من جمرك بندر رجائي بندر عباس، وذلك بعد عام من عدم وضوح القضية.
ويأتي تأجيل حل هذه القضية لمدة عام رغم ما تشهده السوق الإيرانية من ارتفاع في ارتفاع أسعار المواشي بسبب نقص الثروة الحيوانية على مستوى المدن، وارتفاع تكاليف الذبح، وانتشار الجفاف، والحاجة لاستيراد مدخلات الثروة الحيوانية بما تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار بالسعر الرسمي للدولار (28500 تومان)، وفق صحيفة "جام جم".
وفقًا لهذا التقرير، ارتفع سعر اللحوم الحمراء 15 مرة "في المتوسط" خلال 10 سنوات، لكن هذه السلعة شهدت قفزة سعرية "غير مسبوقة" هذا العام، وخلال 4 أشهر من بداية العام الإيراني الحالي (بدأ في 21 مارس/آذار)، ارتفعت الأسعار بأكثر من50%.
فيما استعرضت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير لها، الأربعاء، الإحصائيات الرسمية حول انتشار الفقر في إيران، وأكدت أن "التستر على الفقر أسوأ من إفقار الناس"، ولفتت إلى تداعيات إفقار "الطبقة الوسطى".
ووفقًا للتقرير، شكلت الطبقة الوسطى في إيران ما يصل إلى 60 في المائة من المجتمع، في بعض الأحيان، واكتسب أفرادها جميع خصائص هذه الطبقة من حيث نمط الحياة والخصائص التعليمية والثقافية والتواصلية، لكن الآن يعاني جزء مهم من هذه المجموعة الاجتماعية من الفقر، وفي نفس الوقت لديهم نفس نمط الحياة وخصائص الطبقة الوسطى.
وبحسب هذه الصحيفة، فقد أدى إفقار الطبقة الوسطى إلى "عواقب وخيمة"، من بينها "انخفاض حاد في الإنجاب".
وقد أعلن مركز أبحاث البرلمان، في وقت سابق، عن انتشار الفقر في العامين الماضيين قائلاً إنه في عام 2021، كان أكثر من 30% من سكان إيران تحت خط الفقر. ومع الأخذ في الاعتبار التضخم في العام السابق والأشهر الأولى من هذا العام، من المحتمل أن يكون عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر قد زاد.
ووفقًا لمركز أبحاث البرلمان، فقد انضم 11 مليون شخص إلى تعداد الفقراء في إيران في العقد الثاني من القرن الميلادي الحالي.
وكان لانتشار الفقر أيضًا تأثير على "سوء التغذية" للإيرانيين، حتى أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قد أفادت مؤخرًا أن 41% من الإيرانيين سيواجهون انعدامًا شديدًا أو متوسطا للأمن الغذائي في عام 2021.