في إشارة إلى عودة شرطة الأخلاق وعدم تحمل الحكومة الإيرانية مسؤولية ذلك، نقلت صحيفة "اعتماد" عن مسؤول أمني رفيع، أن هذه الخطة تم تنفيذها بأمر مباشر من رئيس الجمهورية. في الوقت نفسه، نُشر شريط فيديو لإلقاء القبض على المذيعة السابقة، ليلى ضيافر، لمعارضتها "الحجاب الإجباري".
واعتقلت قوات الأمن، مساء الأربعاء 19 يوليو (تموز)، المواطنة ليلى ضيافر، التي سبق لها نشر مقالات ضد الحجاب الإجباري، واقتادتها إلى مكان مجهول.
ونشرت قناة "صابرين نيوز"، المقربة من الحرس الثوري والمؤسسات الأمنية، مقطع فيديو لاعتقال ضيافر، حيث اقتحم عناصر الأمن منزلها واعتقلوها.
وضيافر هي مدرسة فنون الخطابة وكانت تعمل مذيعة في الإذاعة الإيرانية. بعد الاحتجاجات في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أوقفت تعاونها مع راديو وتلفزيون إيران وبدأت بمزاولة التدريس.
وقد نشرت مؤخرا صورة لنفسها على "تويتر" دون ارتداء الحجاب، وكتبت: "من المستحيل العودة من الطريق الذي سلكناه. قدمنا شهداء لنزع هذا الحجاب والخلاص من الأسر. لن ندع دماء شهدائنا تذهب هدراً".
ولفتت تغريدتها انتباه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقابل طالب أنصار النظام بالقبض عليها ومنعها من التدريس في المدارس الخاصة.
وبعد اعتقالها نُقلت ضيافر إلى مكان مجهول ولا توجد معلومات عن ظروفها ومكان اعتقالها والجهة التي احتجزتها.
ويأتي اعتقالها في وقت عادت فيه دوريات الإرشاد إلى شوارع المدن الإيرانية بعد بضعة أشهر من التوقف مما أثار ضجة إعلامية.
يذكر أن الحكومة الإيرانية لا تعلن عن مسؤولية تسيير دورية الإرشاد حتى لا تتعرض لانتقادات.
وبينما هدد القائد العام لقوى الأمن الداخلي في إيران، أحمد رضا رادان، النساء المعارضات للحجاب الإجباري والمتظاهرات بقوله: "سنجعل الأمر صعبًا، صعبًا على أولئك الذين يخلون بأمن المجتمع"، فإن الحكومة لا تقبل مسؤولية دوريات الإرشاد.
وقال رادان: "إن الشرطة ستقف ضد من يجعل المجتمع غير آمن ويخل بأمن وسلام المواطنين".
لكن صحيفة "اعتماد" كتبت، الخميس 20 يوليو (تموز)، فيما يتعلق بتطورات إعادة تسيير دوريات الإرشاد"، نقلاً عن "مسؤول كبير في قيادة الشرطة لم تذكر اسمه، أن هذه الخطة صدرت بأمر من الرئيس إبراهيم رئيسي، بصفته رئيس مجلس الأمن القومي، وموافقة وزارة الداخلية.