قال ممثل تشابهار في البرلمان الإيراني، خلال تحذير من أزمة مياه الشرب في بلوشستان، إنه لم يتم إرسال قطرة ماء واحدة إلى بعض مناطق هذه المحافظة لمدة 3 أشهر، وكل صهريج ماء يباع بمليون ومائتي ألف تومان، والسلطات اعتادت سماع "صرخات المواطنين العطشى".
هذا بينما أعلن عضو بلجنة الزراعة في البرلمان الإيراني عن إرسال قضية نهر هيرمند إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وجاء في تصريح ممثل تشابهار أن أزمة نقص المياه استمرت في مناطق واسعة من محافظة بلوشستان وانقطعت مياه الشرب عن مدينة زاهدان لعدة أيام حتى حذرت وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) السلطات من "نفاد صبر المواطنين" في هذه المدينة.
وقال معين الدين سعيدي، ممثل تشابهار في البرلمان الإيراني، الأحد، 23 يوليو، خلال تحذير شفهي حول الوضع المائي في محافظة بلوشستان، إن "حالة العطش لأهل بلوشستان تشبه بشكل غريب" روايات نقص المياه في حادث كربلاء".
كما أفادت وكالة أنباء "إيلنا" أن صهاريج المياه في إيران لا توفر ما يكفي للقرى المحتاجة وعادة ما تدخل المناطق دون إشعار مسبق.
تقرير "واشنطن بوست" عن "زيادة" استياء المواطنين في إيران من سوء إدارة المياه
وأشار سعيدي، على سبيل المثال، إلى أزمة المياه الحرجة في قرية كلاني بمنطقة دشتياري بمدينة تشابهار، وأضاف: "لم يتلق أهالي قرية كلاني قطرة ماء واحدة منذ 3 أشهر".
وقال هذا العضو بالبرلمان إن صهريج المياه يوزع حاليا في بلوشستان بمبلغ مليون و 200 ألف تومان و"أزمة المياه خلقت الكثير من المشاكل للشعب".
وأكد ممثل تشابهار أن "صرخة عطش بلوشستان أصبحت عادة في آذان السلطات" وأن السلطات معتادة على صرخات عطش المواطنين.
وفي جزء من تحذيره اللفظي بشأن أزمة نقص المياه في بلوشستان، طلب معين الدين سعيدي، من وزير الطاقة "التفكير بشكل عاجل في حل لأزمة نقص المياه في كل من شمال وجنوب إقليم بلوشستان".
وأشار المتحدث باسم لجنة الزراعة بالبرلمان الإيراني علي رضا نظري، في حديث لصحيفة "هم ميهن"، إلى عقد اجتماع في هذه اللجنة حول أزمة المياه في بلوشستان، قائلاً "تقرر في هذا الاجتماع أنه يجب طرح موضوع الحصة المائية لنهر هيرمند ومتابعتها في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وبالنظر إلى التفاعلات العديدة للجمهورية الإسلامية في قضايا الدفاع والأمن والاقتصاد مع أفغانستان، ينبغي استخدام كل القدرات لتأمين حقوق البلاد".
وفي وقت سابق، يوم الثلاثاء 18 يوليو، أكدت صحيفة "واشنطن بوست"، في تقرير، على "زيادة" استياء المواطنين في إيران من سوء إدارة المياه، وقالت أثناء إجراء مقابلات مع خبراء داخل وخارج إيران ومقابلة مواطنين إيرانيين في 6 محافظات، إن إيران تتجه بسرعة نحو الإفلاس المائي.
وكتبت الصحيفة: "وضع نقص المياه في إيران، الذي يقول الخبراء إنه ناتج، إلى حد كبير، عن عقود من سوء الإدارة، مع تسارع تغير المناخ، وأصبح محركًا متناميًا للاستياء الاجتماعي في إيران".
وأضافت "واشنطن بوست" أن سلطات النظام الإيراني تحاول في هذا الصدد إلقاء اللوم على عوامل أخرى مثل "طالبان أفغانستان" والظواهر "الطبيعية" والاستهلاك المفرط من قبل المواطنين.
وقد وصف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في 6 محافظات إيرانية لإعداد هذا التقرير، وصفوا أداء النظام الإيراني في سياق أزمة المياه بأنه لا يمكن الدفاع عنه وسيئ، وقالوا إن الحكومة لم تتحمل مسؤولية سوء إدارتها.
وقال مسؤول بيئي سابق في إقليم بلوشستان، لم يرغب في الكشف عن اسمه، لصحيفة "واشنطن بوست" إن المسؤولين في إيران "يبحثون عن حجج لتبرير إهمالهم بطريقة ما على مر السنين، لكن نقص المياه يظهر مدى عدم كفاءتهم".
وفي إشارة إلى أزمة نقص المياه بعدة محافظات إيرانية في الأسابيع الأخيرة، أضافت "واشنطن بوست" أن سلسلة الاستطلاعات تظهر أن المجتمع الإيراني يتجه نحو مزيد من الاضطرابات الاجتماعية، بما في ذلك بسبب أزمة سوء إدارة المياه المتزايدة.