أفادت صحيفة "فراز" الإلكترونية بتفاقم أزمة الإسكان والتضخم في إيران، وكتبت أن "العديد من العائلات هاجروا من طهران، وقاموا بتخزين أثاثهم في حاويات مستأجرة، لعدم قدرتهم على تحمل دفع الإيجارات المرتفعة".
وذكر التقرير أن "تكلفة استئجار المنازل، خاصة في طهران، زادت كثيرا لدرجة أنها أجبرت عددا من المواطنين على ترك منازلهم، والهجرة إلى ضواحي المدن".
وتعد المشكلة الأولى في ترك المستأجرين لمنازلهم هي "الاحتفاظ بأثاث المنزل بأرخص طريقة"، عبر تخزينه في مكان رخيص، كآخر خيوط للأمل.
لكن وفقا للتقرير، فإن ترك المنازل ليس أسوأ شيء يحدث للمستأجرين بسبب الإيجارات المرتفعة، حيث إن عائلات كثيرة لم تعد قادرة حتى على استئجار وحدة سكنية ضيقة.
ولهذا السبب، تضطر العائلات إلى تخزين أثاثها في حاويات على أطراف العاصمة طهران، والعودة إلى منزل الوالدين، أو الهجرة إلى مدن إيرانية أخرى.
ونقلت صحيفة "فراز" في جزء من تقريرها عن عامل مستودع في طهران قوله إن "العديد من العائلات خزنت أثاثها في حاويات بعقود لمدة سنة وسنتين، لكن بعد دفع إيجار الشهر الأول، لا تستطيع دفع إيجار الأشهر التالية".
وأضاف التقرير أن "العائلات المجبرة على المغادرة، تتخلى عن أثاثها بعد الهجرة، مما جعل عمال المخازن يطالبون بدفع إيجار 6 أشهر، لحاويات التخزين.
وأشارت صحيفة "فراز" الإلكترونية في تقريرها إلى "الانخفاض المتزايد في عدد حاويات الإيجار". وكتبت: "طلب العائلات في طهران تخزين أثاثها زاد كثيرا لدرجة أنه أصبح من الصعب العثور على حاويات شاغرة".
ووفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة في عام 2016، فقد قدر عدد سكان المناطق المهمشة والعشوائيات في إيران بأكثر من 10 ملايين شخص، مما يعادل نحو 13 في المائة من سكان البلاد.
وقال عضو لجنة الهندسة المدنية في البرلمان الإيراني، مجتبى يوسفي، في يناير (كانون الثاني) 2022 إن "عدد السكان المهمشين في البلاد ارتفع إلى 20 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 24 في المائة من سكان البلاد.
وبحسب صحيفة "فراز"، فإن زيادة عدد سكان المناطق المهمشة والعشوائيات إلى ضعفين تقريبًا على مدى بضعة سنوات فقط، تسبب في دق ناقوس الخطر للمدن، بينما لم يمر الكثير من الوقت منذ تقديم هذه الإحصائيات، حتى ارتفع سعر المتر المربع للمنازل في العاصمة الإيرانية طهران، إلى أكثر من ضعفين.
وفي إشارة إلى تضخم الإيجار بشكل قياسي عامي 2022 و2023 مقارنة بالعقود الثلاثة الماضية، فقد كتبت صحيفة "فراز" أنه "في خريف 2021، بلغ تضخم الإيجار 53.6 في المائة، وفي خريف عام 2022، ارتفع ما يدفعه المواطنون للإيجارات 46 في المائة عما كان عليه في خريف العام السابق.
ويظهر هذا التضخم "أسباب النزوح القسري للمستأجرين في طهران"، لأن الإيجارات "تتزايد يوما بعد يوم، والأجور والدخل يتراجع بشكل دائم عن التضخم".