دعا محللون في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية المسؤولين الأجانب ووسائل الإعلام لمشاهدة بقايا الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها في العراق وأوكرانيا، قائلين إن هذه أدلة "لا يمكن إنكارها" على إمداد إيران لروسيا بالطائرات المسيرة في الحرب ضد أوكرانيا.
وأضاف المحللون في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية أن الغرض من عرض هذه الأدلة على المسؤولين الأجانب وأعضاء الكونغرس والصحفيين هو إثبات أن "النفي العلني" للنظام الإيراني بشأن مساعدة روسيا في حرب أوكرانيا لا أساس له من الصحة.
وقال متحدث باسم وكالة استخبارات الدفاع الأميركية في هذا السياق، إن دعم إيران للهجوم الروسي على أوكرانيا يظهر تعاونًا عميقًا بين البلدين، وفي الوقت نفسه، هناك مؤشرات على أن فنيين روس يساعدون برنامج الفضاء الإيراني وكذلك تطوير برنامج طهران للصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وأكد محلل كبير في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية لمجموعة صغيرة من المراسلين في مبنى وزارة الدفاع في هذا البلد، أن الغرض من إظهار بقايا طائرات "شاهد" الإيرانية المسيرة هو الضغط على هذه البلاد وإثبات أن معظم الطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا لمهاجمة المناطق التي يستخدمها المدنيون في أوكرانيا، تم تصميمها وتصنيعها من قبل إيران.
ويتم عرض طائرة مسيرة من طراز شاهد-131 سليمة تقريبًا تم الحصول عليها العام الماضي في كردستان العراق. كما يتم عرض بقايا جناح ومحرك الطائرة المسيرة شاهد -131، والتي تم إسقاطها في أوكرانيا، لإظهار أن كليهما متطابق تقريبًا مع بعضهما البعض، لكن اللون والكتابة عليهما فقط مختلفان.
وقال محلل كبير في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية: "الدليل واضح ولا يمكن إنكاره" على أن روسيا تستخدم طائرات انتحارية مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا.
وأضاف مسؤول المخابرات الدفاعية أنه على الرغم من جمع هذه الطائرات المسيرة على بعد آلاف الكيلومترات من بعضها البعض، إلا أنه لا يمكن تمييزها عن بعضها، وكانت الأحرف السيريلية الروسية على ذيول الطائرات المسيرة في أوكرانيا مختلفة فقط.
هذا ولم ترد طهران بعد على عرض أجزاء من هذه الطائرات المسيرة في واشنطن. لكن ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، ادعى في 21 يوليو( تموز) أن الاتهام بتصدير طائرات إيرانية مسيرة إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا لا أساس له من الصحة.
يذكر أنه على مدى أشهر، نفت إيران إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لاستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ولكن أخيرًا، وبعد تقديم أدلة موثوقة من المؤسسات الغربية، أكد وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، هذه المسألة في نوفمبر من العام الماضي، لكنه ادعى أن الطائرات المسيرة تم تسليمها إلى روسيا بأعداد محدودة قبل حرب أوكرانيا.
وفي 23 يونيو، طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من الأمم المتحدة التحقيق في استخدام روسيا للطائرات الإيرانية المسيرة في حرب أوكرانيا.
وتؤكد هذه الدول أن إرسال مثل هذه الأسلحة من إيران إلى روسيا يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وتقول الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا، إن روسيا تلقت مئات الطائرات المسيرة من إيران في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2231، الذي صدر بالموافقة على الاتفاق النووي عام 2015، وتعمل الآن مع طهران لإنتاج هذه الأسلحة على أراضيها.
وأكدت هذه الدول أن: القرار 2231 لعام 2015 يحظر على جميع الدول نقل مثل هذه الأسلحة من إيران دون موافقة مسبقة من مجلس الأمن.