نشرت صحيفة "شرق" الإيرانية تقريراً مصوراً عن الصحافيتين المسجونتين، نيلوفر حامدي وإلهه محمدي، وبثت الصحيفة صوتيهما من سجن إيفين وهما يتحدثان إلى أقاربهما ويقولان إنهما يتوقان للعمل الصحافي وكتابة التقارير، وأنهما لم يأسفا على ما فعلاه كصحافيتين.
وقالت إلهه محمدي: "للناس رأي وعلى السلطات والعالم أن يسمعا أصواتهم.. وفي رأيي أن هذه هي وظيفتنا أيضًا".
وأكدت هذه الصحافية المسجونة: "لم أندم قط على كتابة أي تقرير في أي مجال".
وأضافت إلهه محمدي: "خلال السنوات الخمس عشرة التي أمضيتها في العمل كصحافية، لم أفعل شيئًا سوى التحدث باسم الناس. لقد عملت دائمًا وفقًا للقانون ولم أتعاون مع أي وسيلة إعلام يكون عملها غير قانوني".
وتابعت: "السجن صعب، وفترة الاعتقال صعبة، والابتعاد عن الأسرة صعب، وهناك ضغوط وأسئلة وأجوبة واستجوابات، لكن عندما أعود وأفكر في الماضي، لم أفعل أي شيء أندم عليه".
ثم ألقت إلهه محمدي جزءًا من قصيدة للشاعر الإيراني هوشنك ابتهاج تقول فيها: "أرى ازدهار الفرح، صرخة الإنسانية، الاحتفال الكبير بيوم الحرية".
وقالت إلهه محمدي: "هذه الأيام أفتقد الصحافة أكثر من أي شيء آخر. أفتقد الصحافة جدا".
وردا على سؤال حول الموضوع الذي ستكتب عنه في حال الإفراج عنها، قالت: "الأمر يعتمد على القضية التي تعاني منها المرأة وقتها".
ومن جهتها، قالت نيلوفر حامدي إنها سألت أصدقاءها الآخرين الذين تم سجنهم سابقًا وتم إطلاق سراحهم: "إذا كان الشعور بنهاية المحاكمة جيد لهذه الدرجة، فما هو الشعور بالحرية؟"، مضيفة أنها تفتقد "الصحيفة" بعد منزلها.
وأضافت هذه الصحافية أنها في بداية سجنها، "شعرت أنني فقدت كلماتي، لكنني عثرت عليها مرة أخرى. أظهرت نفسها من زوايا عقلي ولوحت إلي من بعيد وقالت: نيلوفر، نحن هنا".
يشار إلى أن نيلوفر حامدي مراسلة جريدة "شرق"، وإلهه محمدي مراسلة صحيفة "هم ميهن"، تم اعتقالهما بسبب تغطيتهما حادث مقتل مهسا أميني وجنازتها في الموجة الأولى من اعتقالات الانتفاضة، وما زالتا في السجن حتى الآن.
ومنذ اعتقالهما، تم تكريم هاتين الصحافيتين عدة مرات من قبل المحافل الدولية، بما في ذلك حصولهما على جائزة منظمة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة، وجائزة جون أوبوشون من نادي الصحافة الوطني الأميركي، وجائزة ليون "للضمير والنزاهة في الصحافة" من جامعة هارفارد، وجائزة حرية الصحافة الدولية "للصحافيين الكنديين المدافعين عن حرية التعبير".
وفي 28 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، أصدرت وزارة المخابرات وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني بيانًا مشتركًا يتهمان فيه محمدي وحامدي بـ"إرسال أخبار منحازة، وتحريض أقارب الفقيدة مهسا أميني، وفبركة بعض المشاهد" في المستشفى ومراسم جنازة مهسا.
تجدر الإشارة إلى أن الجلسة الثانية والأخيرة لمحاكمة إلهه محمدي انعقدت يوم 26 يوليو (تموز) الماضي. وبحسب ما قاله سعيد بارسايي، زوج محمدي، فإن زوجته دافعت في الدقائق الأخيرة للمحاكمة عن عملها كصحافية لمدة 15 عامًا، وطلبت من السلطات القضائية الاستماع إلى أصوات المواطنين، وخاصة النساء، وعدم قمعهم.
وفي 25 يوليو (تموز) الماضي، عقدت آخر جلسة لمحاكمة حامدي، وقالت في دفاعها: "أنا فخورة بأدائي كصحافية".