بالتزامن مع الثامن من أغسطس (آب)، الذي يطلق عليه "يوم الصحافي" في إيران، أعلن رئيس مجلس إدارة جمعية الصحافيين بمحافظة طهران، عن اعتقال أكثر من 100 مراسل وصحافي بعد بدء الاحتجاجات في إيران، مؤكداً أن "العصر الأسود للصحافة" مستمر.
في الوقت نفسه، نشرت صحيفة "هم ميهن" قائمة بأسماء عشرات الصحافيين المعتقلين، وكتبت، في إشارة إلى موجة الاعتقالات الواسعة بحق المراسلين والصحافيين، أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 76 مراسلاً وصحفيًا ومصورًا منذ بداية احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران.
وأكد رئيس مجلس إدارة نقابة الصحافيين بمحافظة طهران، أكبر منتجبي، أن "الاستطلاعات تظهر أن أكثر من 100 صحافي اعتقلوا في العام الماضي"، وقال: "لكن رغم هذه الاعتقالات، فإن تدفق المعلومات لا يتوقف وسيجد طريقه مثل الماء".
وصرح رئيس مجلس إدارة نقابة الصحافيين في محافظة طهران أنه "في العام الماضي، ما زالت ظروف الإعلام، وخاصة الصحافيين، صعبة، ووصفها بـ"العصر الأسود للصحافة". وأضاف: "العصر الأسود للصحافة لم ينته بعد، وأكثر الضغط والتركيز ينصب على اعتقال وفصل وإنهاء ونفي الصحافيين".
وأشارت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير لها، إلى "موجة الاعتقالات الواسعة للصحافيين والناشطين الإعلاميين التي بدأت في 20 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، بالتزامن مع بدء الاحتجاجات"، وأكدت على أن "يوم الصحافي" في إيران يأتي في وقت مضى فيه نحو 320 يوماً على اعتقال نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي.
واعتقلت نيلوفر حامدي، مراسلة جريدة "شرق"، بسبب تقرير عن حالة مهسا أميني بعد اعتقالها ونقلها إلى مستشفى كسرى، واعتقلت إلهه محمدي، مراسلة جريدة "هم ميهن"، بعد نشر تقرير عن تشييع جنازة مهسا أميني في سقز.
وعقدت الجلسة الأخيرة لمحاكمة نيلوفر حامدي وإلهه محمدي في 25 و26 يوليو (تموز) في الفرع 15 من المحكمة الثورية بطهران، بينما نفت هاتان الصحافيتان جميع التهم، وأكدتا أنهما يمثلان صوت الشعب في عملهما الصحافي وهما فخوران بذلك.
وفي تقريرها الذي نشرته، يوم الاثنين، عن الضغوط واسعة النطاق على الصحافيين؛ كشفت صحيفة "هم ميهن" عن "قائمة طويلة" بأسماء المراسلين والصحافيين والمصورين الذين تم اعتقالهم بعد انطلاق احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية".
ومن هؤلاء الصحافيين والمراسلين الموقوفين: "يلدا معيري، مصورة صحافية، وهدى توحيدي، وعلي رضا خوشبخت، وجبار دستباز، وسميرا علي نجاد، وروح الله نخعي، وإيمان به بسند، ومجتبى رحيمي، وأحمد حلبي ساز، وسامان غزالي، وفرشيد قربان بور" .
وإلى جانب نيلوفر حامدي وإلهه محمدي، اللتين احتجزتا احتياطيا لأكثر من 320 يوما، يمكن رؤية فيدا رباني، وكاميار فكور، ونازيلا معروفيان، وزهراء وهدى توحيدي، وهم إما رهن "الاحتجاز المؤقت" أو "يقضون عقوبات بالسجن".
كما أشار تقرير صحيفة "هم ميهن" إلى أنواع العقوبات التي صدرت بحق المراسلين والصحافيين في العام الماضي والتي تشمل "السجن، وتقديم خدمات عامة مجانية، وإعداد البحوث، ومنع مغادرة البلاد، ومنع استخدام الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي، ومنع الإقامة في طهران، والجلد".
بالإضافة إلى ذلك، فإن بهروز بهزادي، المدير المسؤول ورئيس تحرير صحيفة "اعتماد"، الذي حُكم عليه بالسجن 6 أشهر إثر شكوى من مقر "ثار الله" للحرس الثوري الإيراني في طهران، تم تغيير هذا الحكم إلى "حظر النشاط على وسائل الإعلام لمدة عام".
وحُكم مؤخرًا على مرضية محمودي، رئيسة تحرير موقع "تجارت نيوز"، بغرامة قدرها 24 مليون تومان ونفي لمدة عام إلى مدينة "تربت جام"، إثر شكوى حميد رسايي، النائب السابق في البرلمان.
وحُكم على سعيدة شفيعي، ونسيم سلطان بيكي بالسجن 3 سنوات و7 أشهر بتهمة "التجمع والتواطؤ"، و8 أشهر، بتهمة "ممارسة نشاط دعائي ضد النظام"، من قبل محكمة الثورة في طهران يوم الاثنين 31 يوليو (تموز)، وهو ما يعني في المجموع 4 سنوات ونصف من السجن لكل منهما.
كما اعتقل علي بورطباطبائي، رئيس تحرير موقع "قم نيوز"، لعدة أسابيع بعد تغطيته لتسميم طالبات في قم، وحوكم في الأيام الأخيرة وينتظر حكم المحكمة.