عشية الذكرى الأولى لمقتل مهسا أميني وانطلاق انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، وبعد استدعاء معتقلي الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني من قبل المؤسسات الأمنية لأخذ تعهد بعدم المشاركة في الاحتجاجات؛ تم استدعاء مماثل لعدد من طلاب الجامعات الإيرانية، بما في ذلك جامعة "تربيت مدرس".
وأشارت مجالس اتحاد الطلاب في البلاد إلى استدعاء ما لا يقل عن 12 طالبًا من جامعة "تربيت مدرس" للمخابرات، مشيرة إلى أنه عشية الذكرى السنوية للاحتجاجات وإعادة فتح الجامعات، ازدادت الضغوط الأمنية على الطلاب.
وكتبت هذه النقابة أنه في الأيام الماضية اتصلت المؤسسات الأمنية ببعض طلاب جامعة "تربيت مدرس" عبر "رقم غير معروف"، وطلبت منهم التوجه إلى وزارة المخابرات لتقديم "تعهد خطي".
وبحسب هذا التقرير فإن هذه الاستدعاءات غالباً ما تكون "بدون ذكر اسم الجهة الأمنية للمتصل"، ولم يذكر سبب استدعاء الطالب.
أيضًا، في بعض الحالات، إذا لم يرد الطالب على المكالمات يتم الاتصال بأسرته.
وذكرت المجالس النقابية لطلبة البلاد أن هذه الاستدعاءات تأتي عشية ذكرى مقتل جينا (مهسا) أميني و"خوف نظام القمع من الاحتجاجات الطلابية، ولإثارة الرعب بين الطلاب". ومثل العام الماضي، لجأت المؤسسات الأمنية، مرارًا وتكرارًا، إلى "هذا التكتيك" واستدعت وهددت العديد من الطلاب وأجبرتهم في النهاية على "توقيع تعهد بعدم المشاركة في الاحتجاجات".
وتأكيدًا على أن "الاستدعاء الهاتفي للمواطنين ليس له أساس قانوني"، نصح هذا المجلس الطلاب بمعرفة حقوقهم فيما يتعلق بهذه الاستدعاءات "غير القانونية".
وتلقت "إيران إنترناشيونال" خلال الأيام الماضية معلومات تظهر أن المؤسسات الأمنية الإيرانية، عشية ذكرى وفاة جينا (مهسا) أميني وبداية الانتفاضة الشعبية، استدعت عددًا من المعتقلين في احتجاجات العام الماضي وطلبت منهم الالتزام بعدم مغادرة منازلهم في الأسبوع الثالث من سبتمبر (أيلول) المقبل.
وبناءً على هذه المعلومات، استدعت الأجهزة الأمنية في الأسابيع الثلاثة الماضية بعض معتقلي العام الماضي إلى مكاتب وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وحذرتهم من المشاركة في المسيرات الاحتجاجية لذكرى انطلاق الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني.
وأبلغت أجهزة المخابرات هؤلاء الأشخاص أنه سيتم اعتقالهم إذا قاموا "بأي نشاط في الفضاء الافتراضي أو العام" عشية سبتمبر.
وطلبت هذه المؤسسات من المواطنين تقديم "تعهد مكتوب" بأنهم لن يغادروا منازلهم، بل ويأخذون إجازة من أماكن عملهم في الأسبوع الثالث من سبتمبر.
وبحسب التقرير الأخير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ، الذي نُشر يوم الثلاثاء 8 أغسطس (آب)، فإن عناصر الأمن الإيراني اعتقلوا ما لا يقل عن 20 ألف شخص خلال الانتفاضة الشعبية لمشاركتهم في الاحتجاجات أو دعمها.
وقد تم الإفراج عن العديد من المعتقلين مؤقتًا بكفالة، لكن ملفاتهم لا تزال مفتوحة في المؤسسات الأمنية.