أكدت إيران أن طريقة صرف الأموال المجمدة التي يفترض أن تحصل عليها مقابل الإفراج عن 5 سجناء أميركيين، سيتم تحديدها حسب تقدير السلطات في طهران. بالمقابل احتج العديد من المسؤولين والشخصيات السياسية في أميركا على هذه الصفقة، ووصفوها بـ "الابتزاز" والتنازل أمام محتجزي الرهائن.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، في إشارة إلى الاتفاق مع الولايات المتحدة لإطلاق سراح السجناء الأميركيين مقابل الإفراج عن الأموال المجمدة، أن طهران "تلقت الضمان اللازم لالتزام أميركا بالاتفاق".
وأضافت أن كيفية استخدام الموارد والأصول المالية المفرج عنها، تحت تصرف الجمهورية الإسلامية، وسيتم إنفاق هذه الموارد على مختلف احتياجات البلاد على النحو الذي تحدده الجهات المختصة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد نشرت تقريرا ذكرت فيه أن طهران ستحصل على ستة مليارات دولار من الأصول المحجوبة "لأغراض إنسانية" مقابل الإفراج عن السجناء الأميركيين الخمسة.
من ناحية أخرى، كتبت صفحة "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي على موقع X، في إشارة إلى اتفاقية تبادل السجناء: "منذ شهور بدأت الجمهورية الإسلامية حوارات غير مباشرة" في هذا المجال لأسباب إنسانية، لكن بسبب النهج السياسي الأميركي استغرق الأمر وقتًا طويلاً بسبب ربط القضايا غير ذات الصلة، لكن الأمور تتغير الآن".
في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نقل هؤلاء المواطنين الأميركيين الخمسة إلى الإقامة الجبرية بأنه "خطوة إيجابية" وأشار في الوقت نفسه إلى أن العقوبات المفروضة على إيران لن يتم تخفيفها. وقال إن واشنطن ستواصل تطبيق جميع العقوبات على طهران.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستواصل "بحزم" مواجهة أنشطة إيران "المزعزعة للاستقرار" في المنطقة وخارجها.
وقد أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في بيان، نقل سياماك نمازي ومراد طاهباز وعماد شرقي وسجينين آخرين، طلبا ألا تكشف هويتهما، من السجن إلى الإقامة الجبرية.
كما كتب روبرت مالي في حسابه على موقع X: "إن نقل خمسة مواطنين أميركيين في إيران من السجن إلى الإقامة الجبرية ليس سوى الخطوة الأولى، وكل يوم يُحرمون فيه من حريتهم هو وقت طويل جدًا. أعرف أن زملائي لن يرتاحوا حتى يتم إعادة السجناء إلى ديارهم".
بالمقابل لاقى هذا الاتفاق معارضة من قبل مختلف المسؤولين والشخصيات السياسية الأميركية حيث أعلن السيناتور الجمهوري الأميركي توم كوتون، في بيان له، أن إطلاق سراح سجناء أميركيين مقابل دفع 6 مليارات دولار، هو "استرضاء وهمي" سيؤدي فقط إلى أن "الملالي" سيحتجزون المزيد من الرهائن".
وأضاف السيناتور الجمهوري أن تمويل الإرهاب وتسليح روسيا وتحركات نظام الجمهورية الإسلامية ضد القوات الأميركية ستستمر، حتى يتوقف جو بايدن عن "الرقص على أنغام إيران".
وقالت الناشطة الإيرانية، مسيح علي نجاد: إن حكومة بايدن دفعت ثمنا باهظا لإطلاق سراح الأميركيين المسجونين في إيران، وليس هناك ما يضمن عدم احتجاز أميركيين آخرين كرهائن هناك. على بايدن أن يدلي بتوضيح ويخبر الشعب الأميركي بما حصل عليه النظام الإيراني من هذا الاتفاق.
وأكد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، مايك بومبيو، أن: "الإفراج عن ستة مليارات دولار لسفاحي نظام طهران مقابل نقل الرهائن الأميركيين من سجن لآخر هي صفقة مروعة". لا ينبغي لإيران أن تستغل احتجاز الأميركيين كرهائن".
في غضون ذلك رفض مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، محمد مرندي، التقارير التي تفيد بأن الأموال المحررة لشراء الغذاء والدواء، لم تسترد إلا من خلال الشركات القطرية.
وكتب مرندي في تغريدة: إيران لديها وصول كامل ومباشر إلى جميع أصولها المحررة ولا توجد شركة قطرية وسيطة.
وقال مساعد الرئيس الإيراني للشؤون السياسية، محمد جمشيدي: بعد الإفراج عن أموال إيران في العراق، بدأت أيضًا عملية الإفراج عن جميع الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية. وإلى أن يتم التحويل الكامل لهذه الأموال فإن السجناء الأميركيين سيبقون في إيران.