لا تزال الصحف المقربة من النظام في إيران تحتفل بما رأته "إنجازا" للدبلوماسية الإيرانية بقيادة التيار الأصولي المقرب من المرشد خامنئي، وهي لا تتردد في قول إن الولايات المتحدة الأميركية قد "استسلمت" لإيران وخضعت لشروطها.
هذه المواقف لا تعدم بعض السخرية والتنكيت من قبل الإيرانيين عامة ومن النخب أيضا، حيث يؤكد كثير من الإصلاحيين أن الصفقة كانت "مذلة" لإيران، إذ إنها لا تزال في حاجة إلى موافقة أميركية لاستخدام أموالها في الجهة التي ترضاها واشنطن حيث اشترطت الولايات المتحدة الأميركية أن تنفق هذه الأموال في مجالات غير خاضعة للعقوبات كالقضايا الإنسانية مثل الدواء والطعام وما شابه.
صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري من بين الصحف المحتفلة بهذا "الإنجاز الإيراني" بعد أن كانت حتى عهد قريب وتحديدا في عهد الحكومة السابقة بقيادة حسن روحاني تعتبر أن أي تعامل مع الولايات المتحدة أو اتفاق يعد "خيانة لدماء سليماني"، كما لا تنفك في التحذير من مغبة الاتفاق مع واشنطن التي تراها غير موثوقة الجانب.
لكن الصحيفة وجل الصحف الأصولية- تحت ضغط الواقع الاقتصادي المتردي- غيرت اتجاهها الآن وباتت تبشر اليوم بـ"اتفاق أوسع" حيث عنونت الصحيفة في مانشيتها بخط عريض، وكتبت: "انتظروا اتفاقا أوسع"، واستندت إلى بعض المصادر التي قالت إن الاتفاق الأخير الذي أعلن عنه هو جزء من اتفاق أوسع لم يتم الإعلان عنه بعد.
الصحيفة أكدت في الوقت نفسه أن "الاتفاق الواسع" المزعوم لن يكون بنفس سعة وشمول الاتفاق النووي.
وفي سياق متصل تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن الوجهة الحقيقية التي ستنفق فيها الأموال الإيرانية المفرج عنها بموجب الاتفاق الأخير بين طهران وواشنطن، ودعت الحكومة إلى تخصيص هذه الأموال لشراء الأدوية نظرا إلى الشح الشديد الذي تواجهه الصيدليات في إيران، لكن الصحيفة كانت مترددة حيال هذه الإجراءات وتوقعت أن تنفق الحكومةُ الأموال لدعم أنصارها والتابعين لها بدلا من حماية القطاع الطبي والمجالات الحيوية في البلاد.
صحيفة "ستاره صبح" نقلت تصريحات رئيس البنك المركزي السابق، عبدالناصر همتي، الذي انتقد كل هذه الإطالة في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية رغم أن إيران كانت قادرة على إبرام هذا الاتفاق قبل أكثر من عامين، وقال إن هذا التعلل الإيراني كلف البلاد أكثر من 72 مليار دولار.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": فوائد الاتفاق مع واشنطن على الصعيد الداخلي الإيراني
عددت صحيفة "جمهوري إسلامي" الفوائد الكامنة وراء الاتفاق الأخير بين طهران وواشنطن رغم محدوديته وعدم وضوح كافة جوانبه، وقالت إن أول الفوائد على الصعيد الداخلي تمثل في تحسن طفيف بالعملة الإيرانية وهو ما يؤكد عكس ما يدعيه المسؤولون الإيرانيون الذين يزعمون باستمرار عدم وجود علاقة بين المفاوضات والوضع الاقتصادي في إيران، مؤكدة أن الحقيقة التي لا غبار عليها أن الوضع المعيشي في إيران بات مرهونا بتحسين العلاقة بين طهران والدول الكبرى سواء أنكر ذلك المسؤولون ام أقروا به.
أما ثاني الفوائد التي يمكن لمسها من وراء هذا الاتفاق فهو الرضا الشعبي الملحوظ من الاتفاق، منوهة إلى أن جل أبناء الشعب الإيراني اليوم يشعرون بالرضا من التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة وهم يرغبون في اتفاق أكبر لحل مشاكل إيران الاقتصادية والمعيشية.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين بدأوا الآن يرجعون إلى نفس السياسة التي كانت تسير عليها حكومة روحاني التي سعت- لولا تعنت بعض الأطراف- إلى حل مشاكل إيران مع الولايات المتحدة الأميركية عبر التفاوض والحوار، مضيفة: "لولا تصلب السياسة الإيرانية قبل عامين لما ضاع كل هذا الوقت ولاستطاعت طهران استخدام أموالها بالشكل الذي تريده وليس وفقا لرغبة وواشنطن وإرادتها".
"توسعه إيراني": النظام الإيراني يقوم بإنفاقات هائلة لدعم مسيرة الأربعين في العراق
انتقدت صحيفة "توسعه إيراني" البذخ والإنفاق الهائل الذي تقوم به الحكومة الإيرانية لدعم مسيرة الأربعين في العراق، وقالت الصحيفة إن النظام الإيراني يعتزم هذا العام تسيير 4 ملايين زائر إلى العراق ضمن فعاليات الأربعين السنوية وقد خصص لهذه الغاية موارد هائلة شملت 30 ألفا و500 طن من المواد الغذائية كاللحوم والزيت والدجاج والبطاطا إلى العراق لاستخدامها في المواكب التي تقام على حافة الطرق المؤدية إلى النجف وكربلاء.
الصحيفة ذكرت كذلك أن 800 ألف لتر من البنزين و400 طن من الأدوية و80 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى الإنترنت المجاني هي من ضمن الخدمات التي تقوم بها إيران في مساندة العراق لتنظيم وإدارة مسيرة الأربعين هذا العام.
كما خصصت الحكومة قرضا بـ10 ملايين تومان لكل زائر إيراني يعتزم المشاركة في مسيرة الأربعين، ونوهت إلى أن كل هذه الأموال تنفق من خزينة الدولة، وهو ما يشكل ضغطا على الوضع المعيشي والاقتصادي في البلاد.
"اعتماد": شكوك حول بيانات الحكومة عن نسبة المرشحين للانتخابات البرلمانية
شككت صحيفة "اعتماد" في صحة الأرقام التي تعلن عنها الحكومة حول نسبة الأفراد الذين قدموا أوراقهم لوزارة الداخلية للترشح للانتخابات البرلمانية القادمة، حيث تزعم الحكومة أن ما لا يقل عن 30 ألف شخص قدموا أوراقهم حتى الآن وهم راغبون في في الترشح لدخول البرلمان.
الصحيفة أشارت إلى شروط الحكومة حول حصول المرشحين على أرقام تسجيل لإثبات تسجيلهم بشكل نهائي، وقالت حتى الآن لم يحصل أي مرشح على هذا الرقم مما يعني أن أرقام الحكومة وإحصاءاتها في هذا الخصوص مشكوك فيها.
وأضافت الصحيفة أن كثيرا من الإيرانيين باتوا منتقدين لأداء البرلمان والحكومة التي تزعم أنها ثورية، وهو ما جعلهم يفقدون الثقة في الهيكل السياسي الإيراني، مشددة على ضرورة أن تقوم الحكومة بالإجراءات والسياسات التي من شانها أن تشجع المواطن على المشاركة في الانتخابات والإدلاء بصوته في العملية الانتخابية المرتقبة.