نشرت الناشطة الحقوقية الإيرانية المسجونة، نرجس محمدي، رسالة من سجن "إيفين" تحذر فيها من اشتداد "العنف الجسدي" وضرب السجينات السياسيات والمتظاهرات المعتقلات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وشددت في الوقت نفسه على أن تكثيف القمع "لا يضعف" رغبة المواطنين في الانتقال والتخلص من النظام الديني الاستبدادي.
وعبرت المتحدثة الرسمية باسم جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان، في رسالة نُشرت اليوم الخميس 17 أغسطس (آب)، عن قلقها إزاء اشتداد "العنف الجسدي الفظيع والصادم الذي يمارسه النظام ضد النساء المحتجات"، وطالبت العالم بمنع تصعيد واستمرار العنف الجسدي ضد المرأة الإيرانية.
وبحسب ما ذكرته نرجس محمدي، فإن العديد من النساء والفتيات دخلن السجون خلال الأشهر الثلاثة الماضية بكدمات في رؤوسهن ووجوههن وأجسادهن، وقد اشتد العنف الجسدي ضد النساء في السجون بدءا من عملية الاعتقال حتى نقلهن إلى السجون.
وذكرت 5 أمثلة على هذه المضايقات، بما في ذلك حالة امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا تعرضت للضرب المبرح ليلة القبض عليها، وخاصة على رأسها، حيث بقيت الكدمات على وجهها وجسدها لمدة 25 يوما بعد الإفراج عنها بكفالة.
وبحسب ما قالته هذه الناشطة الحقوقية المسجونة، دخلت فتاة السجن قبل أسابيع قليلة "بكدمات في الساقين والكتفين واليدين"، وهناك احتمال أن تكون ساقها مكسورة بسبب تعرضها للضرب أثناء الاعتقال.
ونقلت نرجس محمدي عن سجينة أخرى نُقلت إلى "إيفين" من مركز احتجاز مجهول، وكتبت أنه خلال هذا الاحتجاز الذي استمر ليوم واحد، صفعها رجال الأمن على وجهها وركلوها في بطنها وهددوها.
في غضون ذلك، وبحسب ما قالته المتحدثة باسم جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان، فإن المعتقلين المجهولين "لا يعلنون" عن الأضرار الجسدية والعنف الذي يتعرضون له بسبب خشيتهم من الملاحقة وتعرضهم للتهديد.
ووصفت محمدي استخدام هذا المستوى من "العنف الجسدي" في أماكن الاحتجاز والسجون غير القانونية بأنه "تعذيب منهجي" لـ"الترهيب" و"التخويف"، والذي اشتد خلال الأشهر الماضية وتصاعد عشية الذكرى السنوية لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
ودعت محمدي المواطنين والمنتديات الدولية لحقوق الإنسان ومنظمات حقوق المرأة والناشطين والصحافيين والكتاب، بمن فيهم مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في إيران، إلى منع تصعيد واستمرار "العنف المميت" الذي يمارسه النظام ضد النساء المتظاهرات في إيران.
وفي النهاية، أكدت هذه الناشطة الحقوقية المسجونة أن تصعيد النظام للعنف والقمع "لن يضعف إرادة الشعب للانتقال من نظام ديني استبدادي" بل لن يترك "أي طريق آخر" أمام المواطنين.
في الأسابيع الماضية، عشية ذكرى مقتل جينا (مهسا) أميني على يد النظام والاحتجاجات الشعبية، تكثفت جهود النظام الإيراني للضغط على المواطنين وقمعهم.