أفادت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، بخروج أهالي زاهدان، اليوم الجمعة 18 أغسطس (آب)، إلى الشوارع، ومواصلتهم الاحتجاجات، مطالبين بالإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين.
ووفقا لمقاطع الفيديو، فقد خرج المصلون في زاهدان بعد صلاة جمعة اليوم، إلى الشوارع، وذلك بعد بضعة أسابيع من الصمت، وهم يهتفون: "يجب إطلاق سراح السجناء السياسيين".
كما شدد إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، في خطبة صلاة الجمعة اليوم، على ضرورة إطلاق سراح السجناء السياسيين، بمن فيهم النساء، والشباب المحتجون، والطلاب، والصحافيون.
يذكر أن مسيرة اليوم الاحتجاجية، التي كانت بعد صلاة الجمعة، هي المسيرة الـ46 للمصلّين في زاهدان.
وأقام أهالي زاهدان مسيرة احتجاجية كل يوم جمعة لأكثر من 40 أسبوعا متتاليا، منذ الجمعة الدامية يوم 30 سبتمبر (أيلول). ولكن منذ 14 يوليو (تموز)، وبالتزامن مع بداية شهر محرم، غادر المصلون "مسجد مكي" بصمت، ودون ترديد شعارات احتجاجية.
ومنذ 9 أشهر، تزامنت الاحتجاجات مع أجواء أمنية في مدينة زاهدان، حيث كانت المركبات العسكرية تنتشر بكثرة في المدينة، كما واجهت شبكة الإنترنت في المدينة اضطرابات واسعة النطاق، خاصة أيام الجمعة.
يذكر أنه خلال يوم الجمعة الدامية في زاهدان، هاجم عملاء النظام المصلين في مسجد مكي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 مواطن، وإصابة عشرات آخرين بالعمى، وبتر الأطراف؛ حيث بدأ حينها إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، خطبه الانتقادية، كما ألقى باللوم مباشرة على المرشد الإيراني علي خامنئي.
ومع استمرار هذه الخطب والاحتجاجات من قبل المواطنين في زاهدان، ازداد الضغط أيضا في الأشهر الأخيرة على مولوي عبدالحميد، لإنهاء الاحتجاجات في أيام الجمعة.
وخلال هذه الفترة، تم اعتقال عدد كبير من المواطنين والأشخاص المقربين من عبدالحميد، بمن فيهم حفيده، وعدد من الأساتذة ومسؤولي الأمن والمصورين، في مسجد مكي.
وعلى الرغم من هذه الضغوط وجهود النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات، استؤنفت مسيرة المصلين في زاهدان، مع الذكرى الأولى، للأحداث الإيرانية الأخيرة.