وصف 26 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، في رسالة إلى وزيري الخارجية والخزانة الأميركيين، قرار إدارة بايدن بالإفراج عن ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية بأنه "خطير للغاية"، وحذروا من أن هذه الأموال ستمكن النظام الإيراني من زيادة أعماله الهدامة بالمنطقة.
وعبرت الرسالة عن قلقها العميق إزاء قرار إدارة بايدن تقديم هذه الأموال لإيران لتبادل السجناء، وقالت: "بينما نعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تستخدم جميع الموارد المناسبة لتحرير مواطنيها في الخارج، فإن هذا القرار يشكل سابقة خطيرة للغاية، ويمكن النظام الإيراني من زيادة أنشطته المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط ".
وأشارت هذه الرسالة إلى أن حكومة بايدن، خلافًا لسياسة "عدم المساومة" الأميركية، تريد دفع "فدية" لـ "أكبر راعٍ لإرهاب الدولة في العالم"، مضيفة: إن تقديم هذا المبلغ إلى النظام الإيراني يشجعه فقط على أخذ المزيد من الرهائن للحصول على منافع مالية وسياسية.
كما أعرب أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن قلقهم من أن إدارة بايدن ربما تحاول تجاوز الكونغرس والبحث عن طرق أخرى لإيجاد بديل للاتفاق النووي ومنح أموال لإيران.
وأكدت الرسالة أن أي اتفاق يكافئ إيران على أنشطتها الهدامة هو أمر غير مقبول.
وطالب أعضاء مجلس الشيوخ هؤلاء بعقد اجتماع توضيحي بحضور مسؤولي حكومة بايدن، ومن خلال طرح عدد من الأسئلة، أمهلوا وزيري الخارجية والخزانة الأميركيين 30 يومًا للإجابة على هذه الأسئلة بشكل مكتوب.
ومن بين الأسئلة التي أثيرت في هذه الرسالة، كيف يمكن لوزارة الخارجية الأميركية أن تضمن أن إيران تستخدم الأموال المحررة للأغراض الإنسانية فقط ولا تستخدمها لدعم الإرهاب؟.
وسأل أعضاء مجلس الشيوخ أيضًا، في رسالتهم، إدارة بايدن عن الإجراءات التي اتخذتها لمنع طهران من تلقي أموال من صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية الأخرى.
يذكر أن إدارة جو بايدن ستفرج عن ستة مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية المحجوبة مقابل إطلاق سراح خمسة أميركيين محتجزين ظلما في إيران، كجزء من اتفاق سري بين واشنطن وطهران.
كما وصف نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، الإفراج عن ستة مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، عشية ذكرى مقتل مهسا أميني بأنه إهانة، وكتب في حسابه على X: "الشعب الإيراني يعاني من الفساد وعدم كفاءة نظام الجمهورية الإسلامية، وهو محروم من الثروة والازدهار الذي ينبغي أن يحصل عليه من الموارد الطبيعية الوفيرة. إن مليارات الدولارات التي ستقدمها إدارة بايدن للنظام كفدية عن الرهائن الخمسة لن تقلل من معاناة أبناء وطني.
وأضاف بهلوي: هذه الثروة غير المتوقعة ستستخدم في تمويل الأنشطة الإجرامية للنظام وتشجع على أخذ الرهائن والابتزاز.
هذا وذكرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية، قبل ثلاثة أيام، أن حكومة الولايات المتحدة كانت تعمل خلال الأسابيع القليلة الماضية لتمكين إيران من الوصول إلى ما لا يقل عن 16 مليار دولار من الأصول المجمدة، بما في ذلك 6 مليارات دولار في كوريا الجنوبية.
وكتبت هذه المؤسسة في تقرير يوم الثلاثاء 15 أغسطس (آب) أنه بالإضافة إلى الستة مليارات دولار في كوريا الجنوبية التي سيتم الإفراج عنها في إطار اتفاق تبادل السجناء بين البلدين، فإن 10 مليارات دولار محتفظ بها في العراق لسداد ديون بغداد لطهران.
وأضاف التقرير أنه بالإضافة إلى ذلك، التزمت إدارة بايدن الصمت حيال التقارير التي تظهر أن تفاهم هذه الإدارة مع إيران يشمل سبعة مليارات دولار في حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد الدولي وربما أموال نقدية أخرى أيضًا.