بعثت الناشطة السياسية السجينة فائزة هاشمي، ابنة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، برسالة إلى رئيس حزب "كوادر البناء" حسين مرعشي، وصفت فيها تصريحاته حول الانتخابات المقبلة بـ"المتناقضة والعاجزة". وقالت إن "الناس تجاوزوا الإصلاحيين بشكل كبير".
وكتبت هاشمي إلى الناشط الإصلاحي مرعشي في الرسالة التي تلقت "إيران إنترناشيونال" نسخة منها، اليوم الأحد: "إذا كنت قد قطعت الأمل اليوم في السياسيين ولم تشارك في اجتماعات جبهة الإصلاح؛ فقد سبقك الناس وفقدوا الأمل في الإصلاحيين منذ عام 2017، ولم يدلوا بأصواتهم في صناديق الإقتراع، كي لا يساء استخدامها؛ وتُعتبر تأييدًا للنظام".
وأضافت هاشمي التي كانت برلمانية سابقة: "بناء على ذلك، كيف تتوقعون أن يصوت الناس لكم بعد أن تخليتم عنهم طوال 40 عاما؟!".
وتابعت فائزة هاشمي: "قضايا مثل السلطة المطلقة للمرشد الإيراني، والهيمنة الكاملة للحرس الثوري الإيراني في جميع المجالات، والسياسة الخارجية العدوانية، والحالة الاقتصادية المؤسفة، والخروج على القانون، والأكاذيب والنفاق والخداع، وتجاهل المصالح الوطنية والمطالب العامة وحقوق الناس، وانعدام النظرة الوطنية، والنظرة الأمنية المسيطرة على جميع الأمور، وانعدام العقل والتدبير في إدارة البلاد، والفساد المنتشر، والقمع الشديد لأي انتقاد واحتجاج، والإدانات القضائية غير العادلة، واليأس العام والكراهية، وغيرها من الأمور المؤسفة، تعد اليوم في ذروتها منذ بداية الثورة الإسلامية".
وقالت هاشمي إن "خسارة الإصلاحيين للفرص في النظام السياسي للبلاد؛ يرجع أساسا إلى عدم تلبيتهم المطالب العامة، وعدم الوفاء بوعودهم؛ ووقوفهم إلى جانب النظام، وآرائهم المريبة تجاه احتجاجات الشعب؛ منذ عام 2017 وحتى الآن".
وكتبت هاشمي: "لقد تم إبعاد الاصلاحيين عن النظام السياسي للبلاد عندما تجاهلوا تصويت الشعب؛ للحفاظ على مكانتهم ومناصبهم، وتراجعت مكانتهم لدى الشعب؛ ولم يحاولوا سد هذه الفجوة، إلا خلال الانتخابات. وقد اختفى الإصلاحيون عندما كانوا في السلطة؛ حين احتكروها، ووضعوا غير المؤهلين في المناصب".
وشددت هاشمي على أن "العصيان المدني هو الحل أمام تجاهل [السلطات] لمطالب الشعب، وزيادة الضغوط والتضييق عليهم. في الوقت الذي يكتب فيه النظام قانونا كل يوم لإضفاء الشرعية على الظلم والفساد"، وتساءلت: "ما نسبة احتمال أن تكون الانتخابات تنافسية وصحية، وأن يفي الناخبون بوعودهم؟ والأكثر أهمية، ما مدى السماح للمنتخبين بتنفيذ برامجهم؟".
وبالإشارة إلى مشاركة أقل من نصف الناخبين المؤهلين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، كتبت هاشمي في نهاية رسالتها: "سلاحنا هو رفضنا، ومن الخطأ تجربة المُجرّب".
تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات الأخيرة، ليست هذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها فائزة هاشمي إلى مقاطعة الانتخابات في ظل هذا النظام.
وفي السياق نفسه، ذكرت هاشمي مؤخرًا في رسالة بعنوان "لماذا لا نشارك في الانتخابات؟"، مخاطبة الإصلاحيين: "لو لم يقع المؤمنون في فخ الإصرار على حماية النظام، لكان الديكتاتوريون يواجهون صعوبة كبرى في الاحتفاظ بالسلطة".
وأضافت فائزة هاشمي أن "مثل هذا النظام الديكتاتوري وغير الشعبي، ومثل هذه الانتخابات الشكلية، يطلق عليها أفضل أشكال الديمقراطية".
وانتقدت هاشمي منذ عامين، قبل الانتخابات الرئاسية؛ سياسات النظام الإيراني، على منصة "كلوب هاوس"، قائلة إن "المشاركة في الانتخابات المقبلة لن تؤدي إلى نتيجة مرجوة، ولن تغير الوضع الراهن".
وفي الآونة الأخيرة، ردت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، وموقع "مشرق نيوز" الأمني والإخباري، على هذه المواقف، معتبرين مطالبة فائزة هاشمي بعدم المشاركة في الانتخابات؛ متماشيًا مع مواقف منظمة "مجاهدي خلق".