أعلن الرئيس السابق لشرطة مكافحة المخدرات في إيران، محمد مسعود زاهديان، أن موجة استهلاك الكبتاغون- الذي يتم تصنيعه في العراق- بدأت للتو في إيران، و"يجب أن نكون يقظين".
وقال زاهديان في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، اليوم الاثنين 21 أغسطس (آب): "استهلاك الكبتاغون تقليديًا مرتفع جدًا في الدول العربية والأفريقية، لكن موجة استهلاك الكبتاغون قد بدأت للتو في إيران، ويجب أن نكون يقظين، ونحن نأمل أن تسيطر الرقابة على انتشار الكبتاغون في إيران وتمنع إنشاء سوق استهلاكية داخل البلاد".
وأضاف: "في خريطة عبور المواد المخدرة، يمكن ملاحظة أنه في السنوات الأخيرة، تكثف تهريب المخدرات من غرب آسيا إلى البلقان وتركيا، ومؤخرا عقد اجتماع في بغداد بحضور ممثلين عن الدول المجاورة للعراق، بما في ذلك إيران.
وفي هذا الاجتماع، أثير تهريب الكبتاغون إلى دول أخرى مجاورة للعراق، بينما اتفق المشاركون في هذا الاجتماع على أن انتشار هذه الحبوب مشكلة طويلة الأمد في الدول العربية، لكنها الآن أصبحت تشكل تهديدًا إلى بلدان أخرى أيضًا".
وردا على سؤال عن اكتشاف كميات من الكبتاغون في إيران، قال الرئيس السابق لشرطة مكافحة المخدرات: "لم يكن حجم ما تم اكتشافه كبيرا، وكان يقتصر على عدة حبوب مع المسافرين، وحتى اليوم لم يكن لدينا تقرير عن الواردات أو الاستهلاك الكبير".
وتأتي هذه التصريحات في حين أن "إيران إنترناشيونال" كشفت في وقت سابق أن عناصر الأمن في النظام الإيراني استخدموا الكبتاغون لممارسة العنف الشديد والواسع النطاق في قمع الانتفاضة الشعبية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، حصلت "إيران إنترناشيونال" على دليل يظهر أن عناصر الأمن استخدموا حبوب الكبتاغون ذات التأثير النفسي للتغلب على خوفهم من المواطنين وزيادة قوة القمع.
وفي ذلك الوقت، أكد 4 أعضاء من المجتمع الطبي، بينهم طبيبان من كوادر المستشفى، وطبيبان نفسيان، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، استخدام الكبتاغون أو مخدر مماثل من قبل قوات القمع.
بالإضافة إلى ذلك، قالت واندا فالباب براون، من معهد الأمم المتحدة الإقليمي للتحقيق الجنائي والعدالة، لـ"إيران إنترناشيونال" إنه منذ منتصف الحرب السورية، بدأ "حزب الله" اللبناني وأفراد في الحكومة السورية في إنتاج الكبتاغون وتهريب المخدرات.
يشار إلى أن الكبتاغون هو الاسم التجاري لعقار يسمى الفينيتولين، تم إنتاجه عام 1961 لعلاج العديد من الأمراض العصبية والعقلية مثل فرط النشاط والاكتئاب ونوبات النوم وبعض إصابات الدماغ.
وكانت هذه الحبة عبارة عن مزيج من الأمفيتامين والثيوفيللين، والذي تم حظره بعد عقدين من الزمن لأنه يسبب الإدمان بشكل كبير، ولكن استمر استخدامه كمادة ذات تأثير نفسي محظور في جنوب أوروبا ولاحقًا في الشرق الأوسط.
ومنذ العقد الأول من الألفية الجديدة، أصبحت سوريا مركزًا لتصنيع نسخة من هذه الحبة، والتي كانت جرعتها من الأمفيتامين أعلى بكثير من الفينيتولين الأصلي، نظرًا لقربها من المختبرات الصيدلانية البلغارية.
ومع بداية الحرب السورية، لجأ تنظيم داعش إلى إنتاج الكبتاغون في سوريا وتهريبه إلى المنطقة لتمويل أنشطته. وعلى الرغم من أن داعش كان ينتج ويستخدم هذه المادة، إلا أنها كانت تعطي جنود داعش شعوراً وصفوه بـ"الشجاعة الكيميائية".
تجدر الإشارة إلى أن الشخص المستهلك لهذه الحبوب لا يخاف من أي شيء ويشعر بشجاعة خاصة لمواجهة العدو. كما أن قضاء ساعات طويلة دون نوم وإرهاق، بالإضافة إلى الشعور الجيد بالنصر، جعل الكبتاغون مخدرًا شائعًا.
هذا وقد ضبطت الشرطة الإيطالية منذ عامين 16 طناً من مادة الكبتاغون، وهي أكبر شحنة مخدرات في العالم؛ وكانت هذه الشحنة قد جاءت من سوريا.
تعاطي الكوكايين في إيران
وقال زاهديان: "أثرياء طهران يتعاطون الكوكايين، لكن تعاطي الكوكايين ليس منتشرًا في البلاد، لأنه مكلف للغاية".
وأضاف: "قارنوا كمية استهلاك الكوكايين بكمية استهلاك الكريستال، وهي رخيصة جدًا اليوم واستحوذت على سوق الاستهلاك، ووفقًا للتقارير التي تلقيناها، فقد زاد استهلاك الكريستال في إيران".