صعّد النظام الإيراني من تحركاته لمنع حدوث انتفاضة أخرى في ذكرى انطلاق الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة التي اندلعت إثر مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، حيث تم اعتقال 4 أفراد على الأقل من ذوي ضحايا الانتفاضة في غضون 24 ساعة فقط.
كما قوبل اعتقال ما شاالله كرمي، والد المتظاهر الذي تم إعدامه، محمد مهدي كرمي، بردود فعل واسعة النطاق من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والرأي العام.
وداهمت قوات الأمن الإيرانية، صباح اليوم الأربعاء 23 أغسطس (آب)، منزل نسرين عليزاده، شقيقة شيرين عليزاده التي قتلت برصاص الأمن، واعتقلوها وتم نقلها إلى مكان مجهول.
وقُتلت شيرين عليزاده بنيران مباشرة من قوات الأمن يوم الخميس 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال احتجاجات محافظة مازندران، شمالي إيران.
وقبل قتلها كانت شيرين عليزاده تصور الهجوم الذي شنته قوات النظام على المتظاهرين أمام قاعدة لقوات الباسيج، وظهرت لحظة إطلاق النار عليها وقتلها في مقطع الفيديو الذي كانت تسجله على هاتفها المحمول.
ومساء الثلاثاء 22 أغسطس (آب)، تم اعتقال مهسا يزداني، والدة المتظاهر المقتول محمد جواد زاهدي.
وأصيب محمد جواد زاهدي (20 عامًا) من مدينة "ساري"، شمالي إيران، على يد قوات الأمن مساء الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتوفي بسبب عدم تعاون قسم الطوارئ والنزيف.
وصباح الثلاثاء 22 أغسطس، تم اعتقال فرامرز براهويي (15 عامًا)، شقيق إسماعيل آبيل (براهويي)، إحدى ضحايا الجمعة الدامية في زاهدان، جنوب شرقي إيران.
ووفقا لموقع "حال وش"، المعني بحقوق البلوش في إيران، تم اعتقال فرامرز براهويي (15 عامًا) من قبل قوات الأمن في مدينة تربت حيدريه، شمال شرقي إيران.
كان إسماعيل آبيل (23 عاما)، واحدا من ضمن 100 مواطن قتلوا، على الأقل، يوم الجمعة الدامية 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، برصاص قوات الأمن المباشر في زاهدان.
واعتقل أيضًا يوم أمس الثلاثاء 22 أغسطس، ما شاالله كرمي، والد المتظاهر الذي تم إعدامه بخصوص الأحداث الإيرانية الأخيرة، محمد مهدي كرمي.
وأفاد مركز "دادبان" الحقوقي أنه "تم اعتقال ما شاالله كرمي بعد اقتحام قوات الأمن لمنزله. كما أخذ عناصر الأمن معهم أجهزة إلكترونية مثل الكمبيوتر المحمول والهواتف المحمولة من عائلة كرمي".
ووفقا لمنظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، كسر عناصر الأمن شهادات التكريم وميداليات بطولة محمد مهدي كرمي.
وبالإضافة إلى ما شاالله كرمي، تم اعتقال محامي عائلة كرمي، أمير حسين كوهكن أيضًا.
وتسبب اعتقال ما شاالله كرمي بالكثير من ردود الفعل الرافضة، منذ يوم الثلاثاء 22 أغسطس، ووصفه الكثير بأنه كاعتقال عائلات الضحايا الآخرين، جاء بسبب خوف النظام من حدوث احتجاجات في ذكرى الأحداث الإيرانية الأخيرة ومقتل المتظاهرين.
كما أشار عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى دعمه المستمر لذوي ضحايا الأحداث الإيرانية الأخيرة، ودوره الأبوّي تجاههم.
وأشارت الصحافية "ندا سانيج" في تغريدة نشرتها على حسابها في منصة "إكس/تويتر" ، إلى ما شاالله كرمي، بأنه "والد شابين تم إعدامهما". وكتبت: قال ما شاالله كرمي إنه "بالإضافة إلى محمد مهدي كرمي، فهو أيضًا والد المتظاهر الآخر الذي تم إعدامه "محمد حسيني"، ويدعو الاثنين بـ(أبنائي)".
وقال مستخدم آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، حول "ما شاالله كرمي"، أنه "كان كأب حقيقي لكل الضحايا الذين قُتلوا، وكان أحيانا يحزن على الضحايا الآخرين أكثر مما يحزن على مقتل ابنه محمد مهدي كرمي".
كما قال المحرر والناشط في منصة "إكس/تويتر"، حسين شنبه زاده أيضا: "من الشائع جدا بالنسبة لنا أن يتم اعتقال شخص يجلس في حداد على طفله ويوضع في زنزانة انفرادية. لا يوجد شيء من هذا القبيل في كوريا الشمالية أيضًا. ما جريمته؟ قتلنا طفله وهو مستاء".
وكتب الشاعر حسين جنتي في تغريدة نشرها على حسابه في "إكس" حول اعتقال ما شاالله كرمي، "لقد عشنا العصر الحجري في جميع جهاته، لقد قتلوا الابن واعتقلوا الأب".
وكتب مهرداد آقافضلي، والد يلدا آقافضلي المتظاهرة التي ماتت بعد إطلاق سراحها، على حسابه في "إنستغرام": "ماذا تريدون أن تثبتوا من خلال اعتقال أفراد عائلات الضحايا؟".
كما نشر صورة لنفسه مع ما شاالله كرمي، وكتب: "لقد أخذتم أطفالنا منا، أطفالنا كانوا كل فرحتنا في هذا البلد الذي دمرتموه. كل يوم تدمرون قبورهم. والآن تعاطف الناس هو أصبح ما يفرحنا. ماذا تريدون منا أيضًا؟ هل نحن مخيفون لكم لهذه الدرجة؟
وتساءل آقافضلي: "ما هو خطؤنا نحن وما شاالله كرمي؟ نحن فقط نحزن لموت أطفالنا ونستذكرهم، هل هذه تعد جريمة؟