بعد اعتقال واستدعاء عدد كبير من أهالي قتلى الانتفاضة الشعبية في إيران، كتب عدد من الأسر المطالبة بتحقيق العدالة رسالة مشتركة للنظام الإيراني نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنه "لم يتبق بيننا وبينكم سوى جملة واحدة؛ قسماً بدم رفاقنا.. سنصمد حتى النهاية".
وكتب أهالي الانتفاضة الشعبية المطالبون بتحقيق العدالة في الرسالة المشتركة: "في هذه الأيام عندما يتم اعتقال واستدعاء أحد العوائل المطالبة بالعدالة كل ساعة، فإننا نقول بإيجاز: لم يبق بيننا وبينكم، بسجونكم وسياطكم وتهديداتكم، إلا جملة واحدة: قسماً بدماء رفاقنا سنصمد حتى النهاية".
وتتواصل جهود النظام لمنع حدوث احتجاجات جديدة في ذكرى الانتفاضة الشعبية ومقتل جينا (مهسا) أميني، وفي يومي الثلاثاء والأربعاء 22 و23 أغسطس (آب)، تم اعتقال عائلات 4 على الأقل من قتلى الانتفاضة.
وقدمت فاطمة حيدري، شقيقة جواد حيدري، إحدى ضحايا الانتفاضة الشعبية، معلومات عن أوضاع عدد من الأهالي المعتقلين المطالبين بالعدالة في حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقًا).
وبناء على هذه المعلومات، تم نقل "نسرين علي زاده"، شقيقة شيرين علي زاده، إلى سجن "دولت آباد" في أصفهان.
وفي صباح يوم الأربعاء، 23 أغسطس (آب)، داهم عناصر الأمن منزل نسرين علي زاده واعتقلوها.
كما تم اعتقال كوروش وزيري، زوج شيرين علي زاده، منذ 17 أغسطس (آب)، وهو الآن في سجن "دستكرد".
وبحسب ما ذكرته فاطمة حيدري، فإنه لا يوجد حتى الآن أي رد على مطالبة عائلة علي زاده بشأن اعتقال هذين الشخصين.
وقُتلت شيرين علي زاده، 22 سبتمبر (أيلول) الماضي، بنيران مباشرة من قوات الأمن خلال احتجاجات مازندران.
وقبل وفاتها، كانت تصور هجوم القوات الأمنية على المتظاهرين أمام قاعدة الباسيج، وتم تسجيل لحظة إطلاق النار عليها وقتلها على هاتفها المحمول.
وبحسب ما قالته فاطمة حيدري، فإن ما شاالله كرمي، والد محمد مهدي، أحد الشباب الذين أُعدموا خلال الانتفاضة الشعبية، موجود الآن في مركز الاعتقال التابع لاستخبارات الحرس الثوري في كرج.
وقد اقتحمت قوات الأمن، يوم الثلاثاء، منزل ما شاالله كرمي، واعتقلته وصادرت الأجهزة الإلكترونية مثل الكمبيوتر المحمول والهاتف المحمول لعائلة كرمي، كما حطمت لوحات وميداليات محمد مهدي الكرمي.
كما تم نقل مهسا يزداني، والدة محمد جواد زاهدي، إحدى ضحايا الاحتجاجات، والتي اعتقلت مساء الثلاثاء 22 أغسطس (آب)، إلى سجن "قائمشهر".
كان محمد جواد زاهدي شابًا يبلغ من العمر 20 عامًا من ساري، وقد أطلق عليه عناصر الأمن النار مساء يوم 21 سبتمبر (أيلول) 2022، وتوفي بسبب النزيف وعدم تعاون خدمات الطوارئ.
وتزايدت وتيرة الاعتقالات والضغوط علي أهالي الضحايا في الأسابيع الأخيرة، ويعتبرها كثير أنها بسبب خوف النظام من ذكرى الانتفاضة ومقتل هؤلاء المتظاهرين.
ونشرت منظمة العفو الدولية بياناً يوم الاثنين 21 أغسطس (آب)، رداً على الممارسات القمعية للنظام الإيراني، أعلنت فيه أنه عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا أميني، كثفت السلطات في طهران حملتها لمضايقة عائلات ضحايا هذه الاحتجاجات بهدف إسكاتهم، وكذلك بسبب حصانة السلطات من العقاب.
وشددت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، ديانا الطحاوي، على ضرورة حماية عائلات قتلى الاحتجاجات من الاعتقال التعسفي والتهديدات وغيرها من الإجراءات الانتقامية من قبل النظام الإيراني.