نشرت صحيفة "طهران تايمز" التابعة للنظام الإيراني، رسالة تزعم أنها "حساسة ولكن غير سرية" للحكومة الأميركية، وتشير إلى انتهاك محتمل لثلاثة بروتوكولات للأمن القومي الأميركي من قبل مبعوث إدارة جو بايدن في شؤون إيران، روبرت مالي.
الوثيقة، التي يبدو أنها صادرة عن إيرين سمارت، مديرة مكتب الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية، تسرد ثلاثة أسباب لتعليق نشاط "مالي": "السلوك الشخصي"، و"إدارة المعلومات السرية"، و"استخدام تكنولوجيا المعلومات".
وفي هذه الرسالة، تم التأكيد أيضًا على "أن استمرار وصول روبرت مالي لمعلومات الأمن القومي يتعارض مع مصالح الأمن القومي الأميركي.
ولم تؤكد "إيران إنترناشيونال" حتى الآن بشكل مستقل صحة هذه الوثيقة، لكن مصدرين في الكونغرس الأميركي أكدا الوثيقة بشكل غير رسمي، واصفين إياها بأنها "ذات مصداقية".
ومن الممكن أن يؤدي التأكيد المحتمل لصحة الوثيقة إلى تكثيف الاستجوابات في وزارة الخارجية الأميركية، لأنه في الأشهر الأخيرة، كانت الوزارة قد تجاهلت أسئلة طرحتها وسائل الإعلام ونواب في الكونغرس بشأن تعليق "مالي".
وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، عن قلقه بشأن هذه القضية في يوليو(تموز) الماضي، وأشار إلى أنه إذا ظلت إدارة بايدن صامتة بشأن تفاصيل وضع "مالي"، فقد يؤدي ذلك إلى استدعائه للمحكمة.
ومعتمدا على معلومات متاحة للعامة، أعرب ماكول عن قلقه البالغ قائلا: "إذا كان "مالي" قد سرب معلومات حساسة للغاية أو سرية إلى أعدائنا الأجانب، مثل إيران أو روسيا، فإن مثل هذا العمل يعد خطيرا للغاية ويعتبر خيانة".
هذا وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد التزمت الصمت إلى حد كبير بشأن هذه المسألة، بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية. ومع ذلك، فإن التسريب الأخير للرسالة يشير إلى أن "مالي" ربما كان على علم بأسباب إيقافه، على عكس تصريحاته السابقة لوسائل الإعلام.
وقال "مالي" ردا على أسئلة الصحفيين في ذلك الوقت: "لقد أبلغت أن تصريحي الأمني قيد المراجعة، ولم يتم أخباري بمزيد من المعلومات، لكنني أتوقع أن يصل التحقيق إلى نتيجة إيجابية وسريعة".
وبعد الكشف عن هذه الوثيقة، كتب المستشار السابق لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون إيران، غابرييل نورونها، على تويتر: "هذه الرسالة تظهر أن مالي كذب بأنه لا يعرف سبب إلغاء رخصته".
كما قال عضو مجلس الأمن القومي في عهد ترامب، ريتشارد غولدبرغ: "إن صحيفة "طهران تايمز" تعرف عن "مالي" أكثر مما تعرفه "نيويورك تايمز" وهذا يعني الجنون".
وقد أثارت هذه القضية أيضًا جدلاً بين المحللين الإيرانيين. كما أثار قرار جامعة برينستون بتعيين روبرت مالي في كلية العلاقات العامة والدولية انتقادات.
وشكك علي رضا نادر في حكم هذه المؤسسة وسأل: ما هو رأي برينستون وأماني جمال، عميدة كلية العلاقات العامة والدولية، في تعيين مالي؟ هل يريد أحد أن يعلم طلابه مثل هذا الشخص؟
وأعرب جيسون برودسكي، مدير السياسة في التحالف ضد إيران النووية، عن قلقه العميق إزاء تسرب معلومات إلى صحيفة تابعة لدولة غالبا ما تكون على خلاف مع الولايات المتحدة، وقال: "يمكنك أن تتخيل لو كان هذا الوضع يحدث في عهد ترامب، [ماذا سيحدث]؟ بطريقة ما، أعتقد أنه كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من التدقيق من قبل الصحافة والكونغرس. هذه صحيفة قوة أجنبية معادية وفي حوزتها وثيقة حساسة تبدو أصلية".
وفي وقت سابق من هذا العام، كشفت "إيران إنترناشيونال" عن لقاءات روبرت مالي مع أمير سعيد إيرواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة والعضو الرفيع المستوى السابق في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وشكلت هذه اللقاءات علامة دبلوماسية فارقة، حيث اعتبرت أول اتصال رسمي مباشر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018. وعندما سئلت الخارجية الأميركية عن هذه اللقاءات، أجابت: "لدينا الأدوات اللازمة لإيصال رسائل واضحة وحاسمة إلى إيران، إذا كان ذلك في مصلحة الولايات المتحدة".