عقب لقاء الممثل الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية مع عائلة السجين الإيراني الألماني جمشيد شارمهد، احتج المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، ناصر كنعاني، على هذه القضية وطالب الولايات المتحدة بتفسير.
يشار إلى أن شارمهد كان يعيش في أميركا قبل أن يتم اختطافه من قبل النظام الإيراني.
وقام كنعاني، اليوم الاثنين 28 أغسطس (آب)، في مؤتمر صحافي، باتهام شارمهد مرة أخرى بـ"الإرهاب"، وقال إنه أدين في محاكم إيران في هذا الصدد.
وقد تم تأكيد حكم الإعدام الصادر بحق جمشيد شارمهد في المحكمة العليا.
وكان عملاء النظام الإيراني قد اختطفوا شارمهد البالغ من العمر 67 عامًا، والذي كان يعيش في الولايات المتحدة، في أغسطس (آب) 2020 أثناء رحلة من ألمانيا إلى الهند، بعد توقف دام 3 أيام في دبي.
ويأتي الحكم على شارمهد بالإعدام، فيما حصلت إيران مرات عديدة على اعترافات قسرية تحت التعذيب من سجناء متهمين، وخاصة السجناء السياسيين.
وقد جاءت تصريحات كنعاني بعد أن نشر أبرام بيلي، الممثل الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، قبل يومين، صورة لاجتماعه مع عائلة شارمهد، وقال إن هذا السجين السياسي ما كان يجب أن يُحتجز في إيران أبدًا.
وأعرب بيلي عن أمله في إطلاق سراح شارمهد ذات يوم وإعادته إلى عائلته في أميركا حيث كان مقيمًا فيها قبل اعتقاله.
وعقد هذا الاجتماع بعد أن طلبت غزالة شارمهد، ابنة جمشيد شارمهد، من أميركا وألمانيا العمل من أجل إطلاق سراح والدها.
وقالت غزالة شارمهد لوكالة "فرانس برس" بعد اجتماعها مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، يوم الثلاثاء 22 أغسطس (آب) الحالي: "ما أريده من الولايات المتحدة وألمانيا هو إطلاق سراح والدي وإعادته وإنقاذ حياته".
وكانت غزالة قد اعتصمت سابقًا خارج مبنى وزارة الخارجية الأميركية للفت انتباه الرأي العام إلى الحالة السيئة لوالدها في سجون إيران.
كما أكدت ابنة جمشيد شارمهد في مائدة مستديرة أن قضية والدها مسألة حياة أو موت.
وكتبت وكالة "فرانس برس" أن السلطات الألمانية تعتقد أنها "منخرطة على أعلى مستوى" في هذا المجال، لكن غزالة شارمهد تقول إن هذه الإجراءات لم تسفر إلا عن استفادة والدها من "ظروف أفضل في السجن".
وقالت غزالة التي تقيم في الولايات المتحدة: "هل يحتاج والدي إلى معجون أسنان أفضل قبل أن يقتلوه؟ هل يحتاج إلى كتاب قبل أن يُشنق؟".
وفي وقت سابق، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية لوكالة "فرانس برس" إن برلين من جانبها تضمن استخدام كافة القنوات وإشراك جميع قواتها "لمنع إعدام" جمشيد شارمهد.
وفي نهاية يونيو (حزيران)، قدمت غزالة شارمهد شكوى ضد 8 من كبار أعضاء السلطة القضائية في إيران إلى مكتب المدعي العام الاتحادي في ألمانيا.
وطلبت في شكواها، التي تتضمن اختطاف جمشيد شارمهد وإساءة معاملته، من المدعي العام الاتحادي الألماني توجيه تهمة ارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" للسلطات القضائية في إيران.
ووصفت ابنة جمشيد شارمهد الاختطاف والاحتجاز غير القانوني والتعذيب في مركز الاحتجاز والمحاكمة الصورية غير العادلة والتهديد باغتيال والدها كأمثلة على جرائم النظام الإيراني.
كما أعربت شارمهد عن أملها في أن يؤدي التحقيق القضائي المحتمل إلى زيادة الضغط على الحكومة الألمانية للعمل فعليًا من أجل إنقاذ حياة والدها.