أشار أستاذ التاريخ في جامعة طهران، داريوش رحمانيان، الذي تم إيقافه عن العمل بسبب انتقاده للسلطة الحاكمة، إلى هجرة العقول بسبب ضغوط النظام، قائلاً إن هجرة العقول "أسوأ من أيام الغزو المغولي".
وقال رحمانيان لقناة "شرق"، أمس الأحد 28 أغسطس (آب): "لقد كتبت عدة مرات أن هروب العقول والنخب من البلاد أسوأ من هجوم المغول. وهو ما سيدمر إيران ولن يكون في صالح البلاد والنظام".
وأضاف: "بلادنا تتجه لاستيراد جامعي القمامة والعمال، وهم بالطبع مقدرون ومحترمون، لكنها من ناحية أخرى تصدر الفنانين والمفكرين والفلاسفة والمخرجين والعلماء والمهندسين والرسامين والأطباء إلى بلدان أخرى".
وتزامناً مع هذه التصريحات، نشرت مصادر طلابية رسالة آمنة علي، الأستاذة المفصولة من كلية علم النفس بجامعة علامة، والتي كتبتها رداً على فصلها.
وجاء في هذه الرسالة: "نحن المعلمين لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن نكون مطيعين وأتباعًا للأنظمة. نحن نجلس على مائدة الشعب ويجب أن نكون خدما له. المدرسة والجامعة تعتبر بمثابة منازل أبناء هؤلاء المواطنين ونحن ندعم حقوق هؤلاء الأبناء ونحمي هذا المنزل".
وأضافت: "هذا كان ولا يزال أهم موقف لي والذي طالما التزمت به وصرخت فيه بكل صراحة وصدق، وبكل حزم وتأكيد؛ سواء أثناء قمع الطلاب واعتقالهم أو إيقافهم عن الدراسة، أو أثناء الاعتداءات على المدارس والتهديدات للطلاب".
وتابعت هذه الأستاذة المفصولة: "هذا موقف محق؛ لكن السادة لم يعجبهم الأمر وقرروا إقالتي دون اتباع الإجراءات الإدارية المعتادة، حتى لا يشعروا كثيراً بهذه المسؤولية الاجتماعية الخطيرة على أكتافهم النحيلة ويستمتعوا بالسلطة لبعض الوقت، غافلين عن أن هذه الظروف الصعبة سوف تمر أيضاً".
كما كتبت الجمعية العلمية لعلم النفس بجامعة علامة طباطبائي في بيان لها أن أعضاء هذه الجمعية "يطالبون بعودة الدكتورة آمنة علي، والدكتورة حميدة خادمي، وغيرهما من الأساتذة الذين فصلوا عن الجامعة لمجرد تفكيرهم المتباين. وإلا فإن طريق العلم والتعلم في الكلية سيدخل في طريق مظلم لا عودة منه".
وأعربت رابطة أساتذة الجامعات الإيرانية عن "استيائها واحتجاجها العميق والقوي"، على "انتهاك حرمات الجامعات والتدهور التدريجي لمواردها العلمية"، وطالبت وزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية الأخرى بعدم التدخل في شؤون الجامعات".
وحذرت هذه الرابطة، أمس الأحد 27 أغسطس (آب)، في بيان لها، من أن "الاستمرار في هذا المسار لن تكون له عواقب مؤسفة على البلاد وتطورها وتقدمها فحسب، بل لن يحقق أهداف ورغبات المتدخلين الاحتكاريين".
هذا وقد أفيد أول من أمس السبت بأنه في هذا اليوم وحده، تم "فصل وإيقاف" ما لا يقل عن 10 أساتذة من جامعات شريف وعلامة طباطبائي وطهران.