أشادت مجموعة من النواب الإيرانيين في اجتماع مع مساعد رئيس وزراء طالبان بـ"التقدم الكبير" الذي تم إحرازه في مكافحة المخدرات وتأثيره الإيجابي على طهران. بينما يقول بعض المسؤولين الإيرانيين إن زراعة الأفيون والمخدرات في أفغانستان لم تنخفض، وإن إيران هي إحدى وجهاتها وطرق عبورها.
والتقت مجموعة من ممثلي البرلمان الإيراني مع مساعد رئيس وزراء طالبان، محمد عبد الكبير، يوم الإثنين 28 أغسطس (آب)، وشددوا على "ضمان الأمن في أفغانستان"، وقالوا: "مع تشكيل حكومة الإمارة الإسلامية، تمت مكافحة إنتاج وتوزيع المخدرات في أفغانستان. ويمكن رؤية تأثيرها أيضًا على إيران".
وأشادوا بـ"التقدم الكبير" الذي حققته حركة طالبان في هذا المجال، رغم ما سبق من انتقاد بعض المسؤولين في إيران زيادة إنتاج المخدرات في أفغانستان مع استعادة الحركة السلطة في هذا البلد.
وقال الأمين العام للجنة مكافحة المخدرات في إيران، إسكندر مؤمني، أواخر الربيع، إنه على الرغم من وعود طالبان ووفقا للإحصاءات الرسمية للأمم المتحدة العام الماضي، فقد زادت زراعة وإنتاج المخدرات في أفغانستان.
وأكد أن إنتاج المخدرات الصناعية في أفغانستان سجل رقما قياسيا، وأن هذا البلد يحتل حاليا "المرتبة الأولى في إنتاج الأفيون" و"المرتبة الثانية في إنتاج المخدرات الصناعية والميثامفيتامين" في العالم.
يذكر أن إحدى القضايا المثيرة للقلق فيما يتعلق بزيادة إنتاج المخدرات في ظل نظام طالبان هي أن إيران كانت دائمًا إحدى الوجهات وأهم وأكبر طريق لتهريب المخدرات من أفغانستان إلى العالم.
وقال مساعد رئيس إدارة مكافحة المخدرات في إيران، مسعود زاهديان، يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، إنه لنقل المخدرات من طريق البلقان التقليدي، يتم تهريبها من أفغانستان وباكستان إلى إيران.
ورغم أن سلطات طالبان تصر على الحد من زراعة وتوزيع المخدرات مثل الأفيون، بل والقضاء عليها في بعض الأحيان، فإن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يقول إن أفغانستان أنتجت 80% من الأفيون في العالم عام 2022.
وأكدت هذه المؤسسة في تقريرها أن أفغانستان تعتبر أحد المنتجين الرئيسيين للميثامفيتامين في المنطقة، وأن الحد من زراعة الأفيون يمكن أن يدفع المنتجين إلى إنتاج المخدرات الصناعية.
وتوقع تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنه في عام 2023، ستواجه زراعة الأفيون في أفغانستان "انخفاضا حادا" بسبب "الحظر على مستوى البلاد"، لكن بحسب التقارير، على الرغم من هذه القيود يقوم المزارعون الأفغان بتخزين الأفيون الذي تم إنتاجه في السنوات السابقة ويبيعونه بسعر أعلى.