عقدت الجلسة الأولى لمحاكمة صالح نيكبخت، محامي عائلة الشابة مهسا أميني، بتهمة "النشاط الدعائي ضد النظام الإيراني". وتم توجيه هذا الاتهام إثر شكوى قدمتها وزارة الاستخبارات بسبب مقابلاته، بما في ذلك المتعلقة بشرح المتابعات القضائية لمقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.
واستدعى القضاء الإيراني صالح نيكبخت إلى مكتب المدعي العام بطهران في 11 مارس (آذار) الماضي، وتم اتهامه بـ"الدعاية ضد النظام الإيراني". وتم إطلاق سراحه بعدها بكفالة حتى موعد المحاكمة.
وأعلن علي رضائي محامي نيكبخت، اليوم الأربعاء 30 أغسطس (آب)، أن "جلسة الاستماع إلى لائحة اتهام موكله عقدت يوم أمس الثلاثاء 29 أغسطس (آب)، في الفرع الـ28 لمحكمة الثورة في طهران، بعد تغيير موعدها مرتين.
وكان نيكبخت قد دعا في وقت سابق إلى "إعادة فحص جثمان مهسا أميني وتشكيل وفد آخر بحضور أطباء بارزين وموثوق بهم من المجتمع الطبي في إيران"، احتجاجا على رأي الطب الشرعي بأن سبب وفاة مهسا كان "نوبة قلبية"، و"مرض كامن".
وفي جلسة المحاكمة الأولى، تم توجيه تهمة "الدعاية ضد النظام الإيراني" إلى نيكبخت لأسباب من بينها تصريحاته.
وبالإضافة إلى ذلك، تتضمن قضية نيكبخت 9 مقابلات منذ 2019 حتى 2023، كقضية عمال نقل البضائع، ومعاملة الشرطة للأفغان، وغيرها من المواضيع، كـ"أدلة ووثائق".
وبحسب رضائي، في جلسة المحاكمة التي عقدت صباح الثلاثاء، تم طرح الأسئلة "بشكل مكتوب فقط" على نيكبخت، وبسبب "الحاجة إلى الحصول على رأي خبير في القضية، من حيث الشروط ومتطلبات الوقت"، فإنه لم يسمح له بالدفاع عن نفسه وتم تأجيل المحاكمة.
وفي الجلسة التالية لمحاكمة صالح نيكبخت، سيستمر الاستماع إلى دفاع محاميه.
ومع ذلك، وفقا لرضائي، فإن الاتهام بـ"النشاط الدعائي ضد النظام الإيراني" لم ينسب إلى نيكبخت وفقا للقانون، و"تتضمن لائحة الاتهام اتهامات غير مدعومة بالوثائق".
وأشار رضائي إلى أنه "في قضية نيكبخت، قُدمت المقابلات كوثائق في الشكوى الجنائية المقدمة ضده"، مشيرا إلى أن هذه المقابلات عبرت فقط عن "انتقادات للطريقة التي تدار بها البلاد وبعض الإجراءات غير القانونية"، ولم تتضمن "أي حكم يحتوي على دعاية ضد النظام الإيراني" وفقا للتعريفات القانونية لهذه الجريمة.
ونقلت شبكة حقوق الإنسان الكردستانية عن مصدر مطلع قوله إن "وزارة الاستخبارات ذكرت بشكل علني في شكواها أن صالح نيكبخت لعب دورا رئيسيا في تشجيع عائلة أميني على متابعة قضية مقتل ابنتهم الشابة مهسا أميني".
ووفقا للتقرير، طلبت وزارة الاستخبارات من نيكبخت إما قبول وإعلان رأي لجنة الطب الشرعي حول سبب مقتل مهسا أميني؛ أو محاكمته في المحكمة.
واعتقلت شرطة الأخلاق الشابة مهسا أميني (22 عاما) الصيف الماضي، ويقال إنها دخلت في غيبوبة نتيجة الضرب المبرح لعناصر شرطة الأخلاق، وتوفيت في نهاية المطاف يوم الجمعة 16 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وبعد وفاة الشابة مهسا أميني، اندلعت انتفاضة ثورية في جميع أنحاء إيران، وقتل ما لا يقل عن 500 مواطن، من بينهم 68 طفلا، بسبب قمع قوات النظام الإيراني.
ومع اقتراب الذكرى الأولى للانتفاضة الثورية الأخيرة في إيران، زادت جهود النظام الإيراني لمنع عودة الاحتجاجات، وتم استدعاء أو اعتقال عدد من المواطنين، والعوائل المطالبة بالعدالة، والناشطين المدنيين والسياسيين، والطلاب، والمعتقلين العام الماضي، والمحامين، وأفراد آخرين.