بين الملفات الاقتصادية والسياسية دارت معظم تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد، حيث لا يزال الجدل قائما، على قدم وساق، بين اللاعبين في المشهد السياسي من الإصلاحيين والأصوليين.
يأتي هذا الجدل وسط معارك مستمرة حول السياسات الحكومية الجديدة في فصل الأساتذة من الجامعات والتضييق على النشطاء خوفا من تكرار احتجاجات العام الماضي في ذكراها السنوية الأولى.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية نشرت مقالا للمتحدث باسم الحكومة السابقة، علي ربيعي، انتقد فيه موجة عزل الأساتذة واصفا هذه السياسة بـ"الخاطئة" والناجمة عن "تحليل خاطئ"، حسب تعبيره. وقال إن ذلك سيؤدي إلى إفراغ الجامعات من الأساتذة المتزنين والمحترفين ليتم استبدالهم بالأساتذة "الضعفاء" لكنهم "الأوفياء" للسلطة.
كما قال تقي آزاد أرامكي للصحيفة إن النظام يحاول استبدال العلم بـ"شبه العلم" وأن يتحول الطلاب والأساتذة إلى "عمال" وموظفين.
ومن الملفات الأخرى التي غطتها الصحف اليوم احتمالية التوصل إلى اتفاق "غير معلن بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، حيث سيقدم بموجبه كل من الطرفين تنازلات إلى الطرف الآخر لكن دون أن يكتب ذلك على الأوراق أو يتم الإعلان عنه رسميا".
بعض الصحف مثل "شرق" استبعدت إمكانية نجاح مثل هذا الاتفاق نظرا إلى فقدان الثقة بين البلدين بعد سنوات من الصراع والتوتر في العلاقات، فيما رأت صحيفة "هم ميهن" أن الظروف الدولية الداخلية ستفرض على الجانبين إيجاد صيغة من الاتفاق "غير المكتوب" بحيث يلبي بعضا من مطالب طهران وواشنطن.
وفي شأن غير بعيد عن السياسة سلطت صحيفة "آفتاب يزد" الضوء على قرار السلطات الإيرانية، وللمرة الأولى، بث مباريات كرة القدم السعودية، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة من السلطات في إيران التقرب من المملكة السعودية وكسب ودها في ظل أزمتها السياسية والدولية والعزلة التي تعيشها.
الصحيفة الإصلاحية "آفتاب يزد" أقرت مع ذلك بأن الدوري السعودي للمحترفين وفي ظل وجود لاعبين دولين بارزين وإمكانيات هائلة أصبح من الصعب تجاهل أهميته وجاذبيته.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": كروبي "سبب الفتنة" وتصريحاته "محاولة الظهور في المشهد السياسي"
هاجم حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، هاجم المرشح الرئاسي السابق وأحد قيادات الحركة الخضراء مهدي كروبي الخاضع للإقامة الجبرية منذ عام 2010 وذلك بعد بيان لكروبي انتقد فيه تجاهل السلطات للوضع المتأزم في إيران سياسيا واقتصاديا.
كروبي ذكر في رسالته التي توجه بها إلى مؤتمر حزب "اعتماد ملي" الذي كان يترأسه في السابق، أن "ما يحدث اليوم في إيران يأتي خلافا لما كان يفترض أن يحدث. البلاد تُحكم بمبدأ الحزب الواحد والشعب لا دور له. تيار واحد استولى على البرلمان والرئاسة بالإضافة إلى المؤسسات غير المنتخبة".
كما دعا كروبي النظام إلى قبول "التغيير" مؤكدا أن لا حل أمام البلاد للخروج من أزماتها سوى التغيير السلمي وغير العنيف.
هذه التصريحات لم ترق لصحيفة "كيهان" ورئيس تحريرها، حيث وصف كروبي بـ"مسبب الفتنة" وأن تصريحاته تهدف إلى "تفريغ عقده السياسية" و"محاولة الظهور في المشهد السياسي".
"هم ميهن": تفاصيل جديدة عن الاتفاق غير المكتوب بين طهران وواشنطن
صحيفة "هم ميهن" كشفت عن تفاصيل جديدة لما سمته "الاتفاق غير المكتوب" بين طهران وواشنطن وقالت إنه بموجب هذا الاتفاق ستتعهد إيران بعدم رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 60 في المائة، وكذلك ستمنع أي اعتداء من الجماعات المسلحة التابعة لها في العراق وسوريا من استهداف القوات الأميركية.
وأضافت الصحيفة: "كما ستتعهد طهران بالتعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة وتمتنع عن بيع الصواريخ الباليستية إلى روسيا وذلك مقابل أن تتعهد الولايات المتحدة الأميركية بأن لا تفرض عقوبات جديدة على إيران حسبما جاء في الصحيفة الإيرانية".
وذكرت "هم ميهن" أن "واشنطن ستتعهد كذلك بتخفيف القيود على صادرات إيران النفطية وعدم الاستيلاء على السفن الحاملة للنفط الإيراني".
وعن سبب سرية هذا الاتفاق وعدم الجهر به قال الدبلوماسي السابق جاويد قربان أوغلي للصحيفة إن ذلك يعود لعاملين رئيسين؛ الأول أن الولايات المتحدة الأميركية بسبب الظروف الدولية لا تريد أن تعلن رسميا أنها قدمت امتيازات لطهران، والعامل الثاني هو الواقع السياسي الداخلي لإيران، حيث إن النظام والحكومة الحالية دأبا على تبني الشعارات الثورية والرنانة التي تصعّب الوصول إلى اتفاق معلن مع أميركا مما دفع النظام إلى قبول اتفاق غير مكتوب لكنه مع ذلك يعد تخطيا للخطوط الحمراء التي رسمها النظام لنفسه.
"شرق": الاتفاق الصامت بين طهران وواشنطن لن يحل مشاكل الإيرانيين المعيشية
أجرت صحيفة "شرق" مقابلة مع المحلل السياسي رضا نصري، وسألته عن فرص نجاح الاتفاق مع واشنطن في ظل معارضة مجلس النواب الأميركي، وكذلك الشروط التي كانت إيران تطالب بها في حكومة روحاني، حيث كان خامنئي يصر على ضرورة التثبت من صحة رفع العقوبات قبل العودة إلى الاتفاق النووي.
نصري قال للصحيفة إن الظروف الراهنة ربما تجبر الطرفين الإيراني والأميركي على قبول "اتفاق صامت" دون الإصرار على الإجراءات الحقوقية والسياسية المألوفة.
المحلل السياسي نصري قال إن إيران في حاجة ماسة الآن للتوصل إلى اتفاق لأن صلاحية الاتفاق النووي ستنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2015، ما يعني العودة الآلية إلى قرار مجلس الأمن رقم 2231 وقد تلجأ إحدى الدول الأوروبية قبل هذا الوقت إلى تفعيل آلية الزناد ما يعني عودة العقوبات الأممية مرة أخرى على إيران.
وأكد نصري للصحيفة أن مثل هذا الاتفاق "الصامت" لن يقود إلى رفع العقوبات عن إيران وإنما سيتيح للحكومة فقط إمكانية بيع النفط، في حين أن الحاجة الماسة لإيران في هذا التوقيت هي رفع العقوبات، وهو الشرط الأساسي لتحسين الوضع المعيشي للإيرانيين.