تشير إحصائيات لجنة الإغاثة إلى أن عدد الصناديق الخيرية التابعة للجنة الإغاثة على طرق بعض المحافظات انخفض بنسبة تزيد على 90 في المائة عام 2021 مقارنة بعام 2011، وأن هذه الصناديق، التي كانت ذات يوم رمزًا لثقة الشعب في النظام، أصبحت في عام 2021 أقل ازدهارًا من أي وقت مضى.
وبمقارنة دخل الصناديق بالرقم الثابت عام 2021 يظهر أيضاً انخفاض دخل لجنة الإغاثة من صناديق الصدقات بنسبة 60 في المائة عام 2021 مقارنة بعام 2011.
قاعة "وحدت" تستضيف صندوق الصدقات الأول
في أغسطس (آب) 1984، أقيم حفل في قاعة "وحدت" بطهران بحضور مسؤولي لجنة الإغاثة وعلي أكبر ناطق نوري، وزير الداخلية آنذاك، تم خلاله الكشف عن أول صندوق للصدقات.
وفي تلك السنوات، تم تركيب صناديق الصدقات واحدًا تلو الآخر في أجزاء مختلفة من المدن. وعلى مدى السنوات القليلة التالية، دخل صندوق الصدقات إلى ثقافة الشارع والسوق وأصبح علامة على الطرق ترمز إلى ثقة الشعب في نظام الجمهورية الإسلامية.
وفي عام 1990 وبعد حوالي 5 سنوات، بلغ إجمالي صناديق الصدقات على الطرق والأماكن والبيوت 535 ألف صندوق. وبلغ دخل الصناديق عام 1990 أكثر من 436 مليون تومان، أي ما يعادل 147 مليار تومان بالسعر الثابت عام 2021. وبعد عشرين عاما في عام 2011، وصلت إلى حوالي 6 ملايين و700 ألف صندوق وبلغ دخل أموال الصناديق حوالي 146 مليار تومان في نفس العام، أي حوالي 184 مليار تومان بالسعر الثابت 2021.
وفي عام 2021 بلغ إجمالي عدد صناديق الصدقات على اختلاف أنواعها حوالي 5 ملايين و390 ألف صندوق، وبلغت مواردها 494 مليار تومان.
انخفاض رغبة المواطنين في عمل الخير أم انعدام الثقة في المؤسسة الثورية؟
في الواقع، انخفض دخل صناديق الصدقات في عام 2021 مقارنة بعام 2011 إلى النصف تقريبًا. ولكن هل الوضع في جميع المؤسسات الخيرية متشابه، أم إن المواطنين فقدوا رغبتهم في الأعمال الخيرية؟ تعتبر "محك" جمعية خيرية غير حكومية تأسست عام 1991، وبطبيعة الحال، لا يمكن مقارنتها بلجنة الإغاثة لا من حيث الخبرة ولا المرافق.
"محك" لديها حصالات تقدمها للمهتمين. وفي عام 2011 بلغ إجمالي موارد هذه المؤسسة الخيرية من فتح الحصالات حوالي 5.6 مليار تومان، أي حوالي 45 مليار تومان بالسعر الثابت 2021. وكان نفس المبلغ في عام 2021 حوالي 53 مليار تومان، مما يعني أنها نمت بنسبة 18 في المائة.
الجمع بين مختلف صناديق الصدقات
وما يقال عن عدد صناديق الصدقات التابعة للجنة الإغاثة هو مجموع أنواع الصناديق. على سبيل المثال، في عام 2021، كان هناك ما مجموعه 5,390,000 صندوق صدقات تابع للجنة الإغاثة في البلاد، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذا العدد هو من أصل 5,107,000 صندوق صغير أو منزلي، و103,000 صندوق متوسط- والذي يكون عادة في المساجد والمراكز الطبية وما إلى ذلك، وتم إنشاء 180500 صندوق كبير. وفي الحقيقة فإن صندوق الصدقات الذي يعرفه معظم المواطنين والذي يتم تركيبه في الشوارع هو نفسه صندوق 180 ألف و500 أي حوالي 3 في المائة من إجمالي صناديق الصدقات.
صعود وهبوط صناديق الصدقات
وفي عام 2006 بلغ عدد صناديق الصدقات الكبيرة أو الصناديق على الطرق 187.700 صندوق. وفي عام 2011 ارتفع عدد هذه الصناديق بنسبة 47 في المائة ليصل إلى نحو 277 ألف صندوق. لكن بيانات 2021 تظهر أنه في السنوات العشر ما بين 2011 و2021، انخفض عدد الصناديق الكبيرة بنسبة 35 في المائة ووصل إلى نحو 180 ألف صندوق. وهذا الرقم أقل من 15 عامًا مضت، أي عام 2006.
وفي عام 2021 كان دخل لجنة الإغاثة من أموال الصناديق الكبيرة على الطرق في محافظة طهران 195 مليار تومان، والمحافظات التالية بعد طهران هي: أصفهان بـ 109 مليارات، وخراسان رضوي بـ 84 مليارا، ومازندران بـ 62 مليارا، وفارس بـ67 مليار تومان.
من ناحية أخرى، كانت محافظات كردستان وإيلام بـ8 مليارات لكل منهما، وبلوشستان بـ11 ملياراً، وخراسان الشمالية بـ12 ملياراً، هي الأقل في موارد لجنة الإغاثة.
وباستعراض موارد لجنة الإغاثة من صناديق الطرق عام 2021 مقارنة بعام 2011، يتبين أن دخل اللجنة انخفض في جميع المحافظات من 38 في المائة في أذربيجان الشرقية إلى 77 في المائة في محافظتي بوشهر وكردستان.
عدم الثقة في المحافظات
يلاحظ أن عدد صناديق الصدقات عام 2021 مقارنة بـ2011 كما ذكرنا سابقا انخفض في عموم البلاد بنسبة 35 في المائة. لكن إذا نظرنا إلى محافظات البلاد، باستثناء محافظة خراسان رضوي، حيث زاد عدد صناديق الصدقات على جانب الطرق بنحو 76 في المائة، ومحافظة مازندران، التي شهدت نمواً طفيفًا بنسبة 1 و3 أعشار في المائة، في المحافظات الأخرى من البلاد، شهد عدد صناديق الصدقات على جانب الطرق انخفاضًا حادًا.
وفي محافظة طهران، ارتفع عدد صناديق الصدقات على جانب الطرق من 42.000 عام 2011 إلى 26.000 عام 2021، مما يدل على انخفاض بنسبة 38 في المائة في صناديق صدقات الطرق في هذه المحافظة.
إن صندوق الصدقات، الذي أصبح رمزا لثقة الشعب في النظام منتصف الثمانينيات وأثناء الحرب وحياة روح الله الخميني، واصل تألقه ونجاحه حتى عام 2011. لكن في العقد الأول من القرن الحالي أظهرت إحصائيات لجنة الإغاثة أن ثقة المواطنين في هذه الصناديق قد تضاءلت بشكل كبير.
ولا يمكن أن يُعزى هذا الانخفاض في الثقة إلى تقدم مؤشرات أخرى مثل الوضع الاقتصادي أو رغبة المواطنين في العمل الخيري، لأن إحصائيات منظمات مثل "محك" تظهر أن مشاركة المواطنين في الأعمال الخيرية قد زادت.