طالب عضو البرلمان الحالي والوزير البريطاني السابق، ديفيد جونز، بأن تتخطى الإجراءات ضد الحرس الثوري الإيراني العقوبات الحالية، وأن تُدرج لندن هذه المؤسسة العسكرية الأيديولوجية الإيرانية في قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
وكتب جونز، في مقال نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية يوم الاثنين 4 سبتمبر (أيلول)، أن أعضاءً في البرلمان البريطاني، بمن فيهم هو نفسه، دعوا منذ عدة سنوات إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني باعتباره "منظمة إرهابية أجنبية".
وأضاف أن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان- التي تشعر بالقلق إزاء التقارير الاستخباراتية حول تزايد أنشطة الحرس الثوري الإيراني في بريطانيا والتعاون مع الجماعات الإجرامية لاستهداف المعارضين السياسيين للنظام الإيراني- قد اهتمت على ما يبدو بدعوة أعضاء البرلمان.
يشير هذا العضو في البرلمان البريطاني إلى تصريحات برافرمان الأخيرة التي ترى فيها- بناء على التقارير المنشورة- أن الحرس الثوري الإيراني هو أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني.
وفي بداية أغسطس (آب)، كتبت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية في تقرير أن وزيرة الداخلية البريطانية تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني هو أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني بعد ظهور أدلة جديدة على نفوذ الحرس الثوري الإيراني في البلاد، وكذلك احتمال زيادة أنشطة الحرس في المملكة المتحدة، والتقارير الاستخباراتية حول تجنيد عصابات الجريمة المنظمة من قبل جواسيس إيرانيين لاستهداف معارضي النظام الإيراني في بريطانيا.
ويشير مقال ديفيد جونز إلى أنه بسبب مخاوف مماثلة، وضعت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على قائمة الجماعات الإرهابية خلال رئاسة دونالد ترامب، لكن بالنظر إلى الأنشطة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني منذ الأيام الأولى للنظام الإيراني، فإن هذا الإجراء الذي اتخذته واشنطن كان "متأخراً جداً".
وأشار إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران في نوفمبر (تشرين الثاني) قبل 4 سنوات، والتي بدأت بعد الزيادة الحادة والمفاجئة في أسعار البنزين في البلاد.
وكتب هذا العضو في البرلمان البريطاني أنه بحسب الإحصائيات، قُتل 1500 متظاهر في أيام قليلة، لكن على الرغم من إدانة هذا القتل من قبل الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان، لم تكن هناك زيادة كبيرة في الضغط الدولي ضد نظام طهران.
وفي إشارة إلى التقارير التي تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني يحاول تنفيذ هجمات إرهابية داخل المملكة المتحدة، كتب جونز: "يشكل الحرس الثوري الإيراني الآن تهديدًا كبيرًا للمصالح البريطانية في الداخل والخارج".
وأكد: "الحرس الثوري الإيراني يشكل خطرا واضحا ليس فقط على الشعب الإيراني ولكن أيضا على أمن بريطانيا، ويجب على الحكومة الحد من أنشطته دون مزيد من التأخير".
وفي وقت سابق من شهر يونيو (حزيران)، ناقش البرلمان البريطاني، في اجتماع، سياسة الحكومة تجاه النظام الإيراني.
في ذلك الوقت، دعا عدد من النواب مرة أخرى إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، مشيرين إلى الأعمال الإرهابية للحرس الثوري الإيراني، وتهديدات هذه القوة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وحول العالم وحتى داخل المملكة المتحدة.
وعلى الرغم من إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية، إلا أن الاتحاد الأوروبي وكندا والمملكة المتحدة لم يتخذوا مثل هذا الإجراء بعد.