تتواصل ردود الفعل على الموجة الواسعة لفصل أساتذة الجامعات المعارضين في إيران، حيث وصف اتحاد المتقاعدين فصل الأساتذة والمعلمين بـ"التعسفي"، وطالب بعودتهم إلى العمل، فيما انتقدت صحيفة "اطلاعات" نهج النظام، مشيرة إلى أن "ذبول المجتمع يرتبط بشكل مباشر بمكانة الجامعة".
استبدال الأساتذة بالعناصر المؤيدة للنظام
وردت نقابة المتقاعدين على فصل المعلمين والأساتذة في الأشهر الأخيرة بنشر بيان، الثلاثاء 5 سبتمبر (أيلول)، وكتبت فيه: "الآن ذهبت القوات الأمنية التابعة للوزارة إلى أبعد من ذلك بحيلة جديدة وبدأت بالتقاعد المبكر وفصل المعلمين".
وأضافت: "نشهد هذه الأيام فصل أساتذة جامعيين بجريمة دعم طلابهم، واحتل مكانهم عناصر مؤيدة للنظام، بغض النظر عن مستواهم العلمي".
وأدان اتحاد المتقاعدين هذه الأفعال "الظالمة"، وطالب بالإفراج الفوري عن المعلمين المسجونين وعودة الأساتذة المفصولين إلى عملهم في أسرع وقت ممكن.
"اطلاعات": حرية النقاش واستقلالية العلم من الخصائص الأصيلة للجامعة
كما تناولت صحيفة "اطلاعات" في مقال، الثلاثاء 5 سبتمبر (أيلول)، فصل الأساتذة في الأشهر الماضية"، وكتبت: "ازدهار الجامعة سيؤدي إلى ازدهار المجتمع، وذبول شباب وشعب بلد ما له علاقة مباشرة بالجامعة وهيبتها".
كما أشارت هذه الصحيفة إلى الخصائص الأصيلة للجامعة التي صنعت هويتها وحقيقتها، وأدرجت "حرية النقاش والجدل" كإحدى هذه الخصائص، وشددت على ضرورة ضمان "استقلالية" العلم والثقافة والفكر والبحث ونشر العلم؟.
وتأتي هذه المواقف المعارضة فيما وصفت وكالة الأنباء الحكومية فصل الأساتذة بأنه "قرار طبيعي".
وعلى الرغم من ردود الفعل السلبية العديدة على تطهير الجامعات، وصفت وكالة أنباء "إيرنا"، استخدام كلمة "الطرد" لإبعاد الأساتذة الناقدين من مجال التعليم العالي بأنه "كذبة كبيرة لمعارضي النظام".
وزعمت هذه الوكالة أن "إنهاء التعاون" مع بعض الأساتذة كان لأسباب "علمية وتربوية"، إلا أنه انتشرت "آراء غير حقيقية" في المجتمع.
ونقلت الوكالة عن حسن مسلمي نائيني، رئيس الجهاد الجامعي، قوله إن إنهاء التعاون مع الأساتذة هو "إجراء طبيعي" للجامعات.
وزعم محمد مقيمي، رئيس جامعة طهران، في مقابلة مع وكالة الأنباء الحكومية أنه "لم يتم فصل ولو أستاذ واحد" من هذه الجامعة في العامين الماضيين.
ووصف الأخبار المتعلقة بإنهاء التعاون بين الجامعة والأساتذة بـ"إثارة الأجواء من قبل بعض الأساتذة في المنصات الافتراضية وقمة الانحطاط الأخلاقي".
فصل الأساتذة هو أساس الانحطاط السياسي
من ناحية أخرى، حاورت صحيفة "اعتماد" أستاذ الفلسفة بيجان عبد الكريمي، ونقلت عنه قوله إن استمرار الاتجاه الحالي يسبب "جمود وموت الجامعة"، والقرارات والتحركات الأخيرة لتطهير الأساتذة تعد "آخر السياط على جسد بيئة التعليم العالي".
وحذر عبد الكريمي من تراجع جودة الجامعات المرجعية بعد "تطهير الأساتذة المحترفين"، وقال: "مع رحيل أمثال شريفي زارشي ومحمد فاضلي وغيرهم، سيحل محلهم المقربون من "جبهة بايداري" وبعض المتطرفين مثل أمير حسين ثابتي وعباس موزون و... وبالأمس سمعت أن أحد المداحين (المنشدين الدينيين) سيدخل جامعة طهران".
وتابع: "هذا قمة الكفر بالحقيقة والقيم الثقافية، وهذا المفهوم الخاطئ بأننا قادرون على إنتاج الحقيقة!". إذا لم يكن عبد الكريمي صاحب فكر وثقافة فلن يصبح شخصية مرموقة في الفلسفة، ولو أنفقت عليه كل أموال النفط".
وأكد أستاذ الفلسفة أنه "يرى نفسه إلى جانب القوى الثورية" ولا يتحدث من موقف معارض أو مؤمن بالإطاحة بالنظام، وحذر النظام من أن "هذه الطرق ستجعل البلاد تواجه أزمات حادة ستوفر أرضية للانحطاط السياسي".
وأعلن عبد الرضا سيف رئيس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طهران، في الأيام الماضية، أن "الحاج سعيد حداديان" سيدرس "أدب المقاومة، والإلمام بالدفاع المقدس، والأدب الإسلامي" في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكليات أخرى في جامعة طهران.
لكن بالإضافة إلى حداديان، تشير التقارير إلى استبدال أشخاص آخرين مقربين من المؤسسات الأمنية بالأساتذة المفصولين.
وأعلنت مجالس اتحاد الطلبة أن هناك همسات في جامعة العلامة الطباطبائي، بعد إقالة مهدي خوئي، بتعيين ميثم مهديار.