أعلنت وسائل إعلام عراقية عن تشكيل "لواء شمال بغداد" التابع للحشد الشعبي، الذي يحظى بدعم إيران، ويسعى إلى توسيع قوته من منطقة الطارمية إلى حدود محافظة سامراء بطول 100 كيلومتر. وقد أدت هذه القضية إلى مخاوف واسعة النطاق في العراق.
وأكد قائد في الحشد الشعبي في تصريح إعلامي هذا الخبر، مضيفاً أن "لواء شمال بغداد" تنظيم جديد من حيث العتاد والقيادة، وتتواجد فيه فصائل مسلحة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله.
وتعد هذه هي الخطوة الثانية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في تشكيل كتائب جديدة للحشد الشعبي في مناطق مختلفة من البلاد، كما أنها تتعارض مع وعوده قبل 10 أشهر عندما شكل حكومته، بشأن طرد المجموعات المسلحة من مراكز المدن.
وتزامن الكشف عن هذا الخبر مع تزايد المطالبات السياسية والجماهيرية بطرد هذه المجموعات من المدن، وتسليم ملفاتها الأمنية إلى قوات الجيش والشرطة.
من جهة أخرى، يتزامن تشكيل هذا اللواء مع إجراء الانتخابات المحلية في 18 ديسمبر (كانون الأول) والتي تشارك فيها أيضا فصائل سياسية مسلحة بأكثر من 20 قائمة، وأبرزها المرتبطة بميليشيات "عصائب أهل الحق".
وفي إشارة إلى المخاوف من تمدد قوات الحشد الشعبي شمال العاصمة العراقية، قال حسن الجبوري عضو الائتلاف الحاكم، في تصريحات صحفية إن هذا القلق يتعلق بـ"تأثير الأسلحة على إرادة الناخبين". وبحسب قوله، فإن هذا الأمر "كان له تأثير كبير على الانتخابات الأخيرة للبرلمان العراقي"، ولا أحد يريد أن تتكرر هذه التجربة في انتخابات مجالس المحافظات.
وبحسب مراقبين سياسيين، غيّر الحشد الشعبي نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق عام 2021، باستخدام قوة السلاح والترهيب في المدن المحررة في هذا البلد.
ويقول الخبراء إن تشكيل ألوية جديدة للحشد الشعبي وتأسيس مجموعاته المسلحة في "مناطق آمنة ومستقرة" مثل شمال بغداد "أمر مقلق للغاية".
وكان فالح فياض، قائد الحشد الشعبي، قد أعلن في مؤتمر صحافي في يونيو (حزيران) من هذا العام أن هذه المجموعة العسكرية تظل منظمة عسكرية وأمنية جهادية، لكنها تطيع أوامر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أي رئيس الوزراء.
كما أعلن أن الحشد الشعبي ينفصل عن الفصائل المسلحة التي تشكل العمود الفقري لقواته.
ويأتي هذا الادعاء في حين تفيد التقارير أن قوات الحشد الشعبي حصلت مؤخرًا على مركبات مدرعة جديدة وطائرات مسيرة وأسلحة روسية.
وتُشكل الجماعات المسلحة الشيعية التي تدعمها إيران، مثل منظمة بدر وعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله، العمود الفقري لقوات الحشد الشعبي.
وفي تقرير حديث، قال موقع "ميدل إيست آي" إن المرشد الإيراني علي خامنئي، عبر عن دعمه لفالح فياض، ونصحه بفصل الجماعات المسلحة عن الحشد الشعبي وربط هذه التنظيمات بالحكومة.
ومع ذلك، فإن الحركة الأخيرة للحشد الشعبي في شمال بغداد والمناطق السنية في العراق، تظهر أن هذه المنظمة المدعومة من الحكومة تعمل على توسيع نفوذ الشيعة في العراق من خلال القوات المسلحة.