أشار إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، في خطبة صلاة الجمعة اليوم 8 سبتمبر (أيلول)، مرة أخرى، إلى عدم اتخاذ إجراء قانوني بخصوص مجزرة "الجمعة الدامية" في زاهدان خلال احتجاجات العام الماضي، وقال إن "النظام الذي لا يطبق العدالة ستكون نهايته حتمية".
وأكد مولوي عبدالحميد مرة أخرى أن "الحاكم يتم تعيينه من قبل الشعب، وسيستمر في حكمه ما دام الشعب داعما له وراضيا عن أدائه".
وأشار مولوي عبدالحميد إلى أن الحاكم يجب أن يحظى بدعم الأغلبية. وقال دون إشارة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، إنه لا يوجد حاكم يتمتع بسلطات مطلقة؛ مضيفًا: "لا يمكن لأي نظام أن يقود بلاده في اتجاه يتعارض مع إرادة الشعب والمصالح الوطنية".
وأعرب عبدالحميد عن أسفه لأن العديد من المسؤولين في إيران ليسوا متواضعين مع الشعب، مذكرا أن المسؤولين في الماضي كانوا يقولون على الأقل إنهم في خدمة الشعب، لكنهم اليوم لا يقولون ذلك حتى".
وفي إشارة إلى عدم معالجة مجزرة الجمعة الدامية في زاهدان يوم 30 سبتمبر (أيلول) 2022، قال عبدالحميد: "سمعت عضوا في البرلمان الإيراني، قال ردا على سؤال حول التعامل مع مجزرة الجمعة الدامية إن "المطالبين بالعدالة لم يأتوا إليّ". في حين أن "المسؤول هو الذي يجب أن يذهب إلى صاحب الألم والحزن والخسارة لمساعدته. أنت المسؤول، وكان عليك متابعة الأمر".
يشار إلى أنه خلال مجزرة الجمعة الدامية تم قتل ما لا يقل عن 100 شخص من أهالي زاهدان بنيران مباشرة من قوات النظام، وأصيب العشرات بجروح، وإصابات في النخاع الشوكي، والعمى. ولم يخضع النظام الإيراني للمساءلة عن ذلك، كسائر عمليات القتل المماثلة.
وأكد عبدالحميد أن الجميع يعلم أنه خلال مجزرة الجمعة الدامية، لم يكن للناس أي خطأ، وأضاف: "أحد محاور النظام الإسلامي هو العدل؛ النظام الذي لا يطبق العدل ستكون نهايته حتمية".
وشدد إمام أهل السنة في إيران، كما في الأشهر السابقة، على ضرورة حرية الكتابة، والتفكير، وضمان أمن الناس في البلاد، واحتج على قتل، وجرح، وسجن المتظاهرين، الذين كان أقوى أشكال احتجاجهم هو إلقاء الحجارة. وقال: "لا يجب مقابلة الحجارة بالنيران".
وأشار عبدالحميد إلى أنه يجب معاقبة قادة ومرتكبي مجزرة الجمعة الدامية.
وفي وقت سابق نشر موقع "حال وش"، المعني بحقوق البلوش في إيران، يوم الأربعاء الماضي، تقريرا عن جهود الجهاز الأمني للنظام الإيراني لتقديم وعود فارغة لعائلات ضحايا الجمعة الدامية في مدينة زاهدان وخاش، وأعلن أن علي خامنئي سيلتقي على الأرجح ببعض هذه العائلات.