تناولت صحيفة "اعتماد" الإيرانية، في تقرير حول محتوى شبكات التواصل الاجتماعي، عن "الانتحار"، وارتباطه بالأحداث السياسية والاجتماعية. وكتبت أن البحث عن كلمة "انتحار" في أبريل (نيسان) 2023 تزايد أكثر من الضعف مقارنة بفترة تزايد الاحتجاجات في النصف الثاني من 2022.
ولم تنشر الحكومة إحصائيات الانتحار الرسمية في إيران منذ عام 2020، لكن صحيفة "اعتماد" نشرت تقريرًا اليوم الأحد 10 سبتمبر (أيلول)، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار، يستند إلى دراسة أعدها عدد من الباحثين حول بيانات الانتحار.
وتؤكد هذه البيانات أن البحث عن هذه الكلمة واستخدامها في الفضاء الافتراضي، وبالطبع وقوع حالات انتحار في المجتمع له علاقة مباشرة بالظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتظهر هذه الإحصائية أيضًا أنه بعد احتجاجات 2017، واحتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، والركود الاقتصادي وانتشار الفقر بعد وباء كورونا في 2020، وتراجع احتجاجات الشوارع في مارس (آذار) 2023، حدث ارتفاع كبير في حالات الانتحار والحديث عنه في إيران.
ونقلت "اعتماد" عن محمد علي سلطاني، الباحث في مجال علم نفس شبكات التواصل الاجتماعي، أن البيانات المستخرجة من الفضاء الافتراضي تظهر أنه منذ بداية عام 2019 وحتى سبتمبر (أيلول) 2023، تم نشر 61 ألف مشاركة إخبارية تتعلق بالانتحار من 719 وكالة أنباء ووسائل إعلام عبر الإنترنت.
وتظهر البيانات المنشورة في "اعتماد" أن حجم عمليات البحث على "غوغل" عن كلمة "انتحار" ارتفع بالضبط عندما كانت احتجاجات البلاد "أقل حدة"، أي في أبريل (نيسان) 2023.
وفي هذه الفترة، انتحر كيومرث بور أحمد، المخرج السينمائي الإيراني الشهير، ولكن على الرغم من أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تناولوا خبر وفاته، فإن معظم عمليات البحث على "غوغل" حدثت في المناطق المحرومة من البلاد.
ووفقا لما قاله محمد علي دادكستر نيا، مدير التعليم والبحوث في شركة "لايف وب"، يجب الانتباه لهذه الإحصائية لأن الدراسات تظهر أن حجم عمليات البحث عن الانتحار على "غوغل" في شهر أبريل (نيسان) 2023 مقارنة بالنصف الثاني من عام 2022 قد ارتفع أكثر من مرتين.
وهذا الحدث يبدو أنه مرتبط بقمع الاحتجاجات الشعبية خلال الانتفاضة وتراجع المسيرات في الشوارع.
وبحسب بيانات تحليل المشاعر التي يمكن لنظام "لايف وب" استخراجها من شبكات التواصل الاجتماعي، قال دادكستر نيا لـ"اعتماد"، إن من أقوى المشاعر التي شوهدت في التغريدات بعد وفاة مهسا أميني، كانت "انتظار الأمل الذي سيأتي قريبا".
وبحسب قوله، فإن الفشل في تحقيق هذا التوقع "خيب آمال بعض الأشخاص الذين كانوا ينتجون محتوى في هذا المجال".
وقال حميد رضا كشاورز، الباحث في وسائل التواصل الاجتماعي والرئيس التنفيذي لشركة "لايف وب"، لصحيفة "اعتماد"، إنه منذ يوم مقتل مهسا أميني من قبل النظام الإيراني وطوال 3 أشهر بعد ذلك، كان 68 في المائة من إجمالي محتوى "تويتر" الفارسي مرتبطًا بهذه القضية وهوامشها وعواقبها، وقام 77 في المائة من جميع حسابات المستخدمين بنشر مقال واحد على الأقل حول هذا الموضوع.
كما أن عدد المستخدمين المنضمين إلى "تويتر" زاد بعد ذلك بشكل ملحوظ وزاد 26 مرة، من متوسط 600 مستخدم يوميا إلى 16 ألف مستخدم يوميا.