قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن أميركا أنشأت مجموعة أطلقت عليها اسم "مجموعة الأزمات الدولية"، وأضاف: "إنهم يريدون خلق أزمة في إيران عبر الاختلافات العرقية والدينية وقضية المرأة وحقوقها. هذه هي خطة أميركا، لكنها لن تستطيع تحقيق ذلك".
وفي كلمته، التي ألقاها اليوم الاثنين، عشية ذكرى وفاة مهسا أميني وبداية حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، وصف خامنئي "مجموعة الأزمات الدولية" بأنها مجموعة تهدف إلى خلق أزمة في إيران. كما هدد الدول الغربية التي وصفها بـ"الأعداء" باتخاذ إجراءات جدية.
وفي لقاء مع مجموعة مختارة من بلوشستان وخراسان جنوبي، قال المرشد الإيراني، دون ذكر جمعة زاهدان وخاش الدامية، حيث جرى مقتل أكثر من 100 شخص، إن العدو يسعى لبث "الاختلافات العرقية" في البلاد.
وقبل ذلك، تحدث موقع "حال وش" الذي يغطي الأخبار المتعلقة ببلوشستان إيران عن مساعي الأجهزة الأمنية في البلاد لإعطاء "وعود فارغة" لأسر ضحايا "الجمعة الدامية" في زاهدان وخاش، وأعلن أن علي خامنئي سيجتمع على الأرجح مع بعض هذه العائلات.
وقال البرلماني الإيراني عن مدينة خاش، إسماعيل حسين زهي، إن المرشد علي خامنئي سيجتمع مع عائلات قتلى الجمعة الدامية في زاهدان خلال زيارته لمحافظة بلوشستان، حيث أمر بأن يتم اعتبار ضحايا هذا الحادث شهداء.
لكن خامنئي أكد في هذا اللقاء أنهم (الأعداء) توصلوا بالفكر والدراسة إلى أن هناك عدة نقاط أزمة تتعلق بالاختلافات العرقية والدينية وقضية المرأة في إيران"ويجب عليهم الدفع لخلق أزمة في هذا الاتجاه".
وقال أيضًا: "لقد أنشأت الحكومة الأميركية مجموعة تسمى مجموعة الأزمات في هذا البلد؛ مهمتها خلق الأزمات في دول مثل إيران. العدو جدي في عداوته وتخطيطه، ونحن أيضا جادون جدا في مواجهة العدو”.
وقبل ذلك، هاجمت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مراراً وتكراراً "مجموعة الأزمات الدولية". كما أعلنت بعض الشخصيات الأصولية أن الاتفاق النووي "تم إملاؤه" على حكومة حسن روحاني من قبل هذه المجموعة.
وبحسب المعلومات المنشورة عن "مجموعة الأزمات الدولية"، فهي منظمة غير حكومية وغير ربحية وعابرة للحدود تأسست عام 1995 لإجراء أبحاث ميدانية حول الصراعات العنيفة.
وتعمل هذه المنظمة على تعزيز السياسات الرامية إلى منع الصراعات أو تقليلها أو حلها.
ومن بين الشخصيات الأكثر شهرة في مجموعة الأزمات الدولية للجماهير الناطقة بالفارسية، الكاتب علي واعظ، وهو كبير المحللين في "مجموعة الأزمات الدولية لشؤون إيران".
إلا أن المرشد الإيراني قال في خطابه اليوم الاثنين 11 سبتمبر (أيلول) إن"العدو استهدف الوحدة والأمن الوطني".
وفي تعريف الوحدة، قال خامنئي أيضًا: "إنها تعني أنه عندما تكون مصالح الشعب على المحك ينبغي أن نضع جانباً الاختلافات الدينية، والسياسية، والحزبية، والعرقية".
وقد جاءت هه التصريحات عشية الذكرى السنوية لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وفي الأيام الماضية، التقى عدد من مسؤولي النظام الإيراني، بينهم مصطفى محامي، ممثل خامنئي في محافظة بلوشستان، ومحمد باكبور، قائد القوات البرية للحرس الثوري الإيراني، مع رؤساء القبائل البلوشية وحاولوا إقناعهم بحضور هذا الاجتماع.
وفي هذه الأثناء، ومنذ مساء الخميس 7 سبتمبر، نشر نشطاء الفضاء الإلكتروني تغريدات مع هاشتاغ "لا لقاء مع الدكتاتور" احتجاجا على الاستعدادات للقاء المواطنين البلوش مع خامنئي.
كما أفاد موقع "حال وش" بأن الشباب البلوش في زاهدان بدأوا بكتابة شعارات احتجاجاً على إرسال بعض الأشخاص غير البارزين من بلوشستان للمشاركة في اللقاء مع خامنئي في طهران.
ومع ذلك، أعلن المرشد الإيراني في كلمته أنه "تم تقديم الكثير وتم إنجاز الكثير من العمل في بلوشستان".
وقال إنه لو تم تنفيذ الموافقات المتعلقة بزيارته إلى بلوشستان في العقد الأول من القرن الحالي، "لكان وجه المحافظة مختلفا اليوم"، لكن بعض الحكومات كانت "كسولة ومهملة".
ولم يذكر خامنئي في خطابه مقتل أهالي زاهدان يوم الجمعة الدامية وقمع المواطنين في أجزاء أخرى من هذه المحافظة.
وقد نظم أهالي مدينة زاهدان ومدن أخرى في محافظة بلوشستان مسيرة بعد صلاة الجمعة ورددوا شعارات مناهضة لعلي خامنئي.
وفي العام الماضي، تم اعتقال عدد من رجال الدين السنة وأقارب مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، أشهر رجال الدين السنة.