أعلنت زهرا مينويي محامية الناشطة الإيرانية المحبوسة بهاره هدايت، في منشور على موقع "X" الثلاثاء 12 سبتمبر (أيلول)، أنه "بحسب معلومات العائلة" فإن هذه السجينة السياسية تم نقلها من سجن إيفين إلى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية في اليوم الثالث عشر من إضرابها عن الطعام.
ويأتي نقل بهارة هدايت إلى المستشفى في الوقت الذي تستمر فيه المطالبات بكسر إضرابها عن الطعام رغم إصرار الناشطة السياسية المسجونة على المسار الذي اختارته.
وأشار الناشط السياسي والسجين السابق عبد الله مؤمني، إلى المخاوف بشأن الحالة الجسدية لهدايت، وطلب منها إنهاء إضرابها عن الطعام.
وبدأت هدايت إضرابها عن الطعام مساء يوم 31 أغسطس (آب) احتجاجًا على الوفاة المشبوهة لجواد روحي في السجن، مطالبة بالإفراج عن الصحافيتين المسجونتين، إلهة محمدي ونيلوفر حامدي، فضلاً عن دعمها "لمقاومة النساء المطالبات بالحرية في إيران".
وفي الأيام الماضية، نشر 70 ناشطا طلابيا سابقا وحاليا بالإضافة إلى عائلة روحي نصا موجهاً إلى هدايت، يطالبونها فيه بإنهاء إضرابها عن الطعام.
واستجابة لهذه الطلبات، نشرت هدايت رسالة من سجن "إيفين" قالت فيها: "لا تقلقوا علي.. اقلقوا بشأن إيران".
وبعد يومين من نشر هذه الرسالة، أعلنت زهرا مينويي محامية بهاره هدايت، أنها فقدت 8 كيلوغرامات من وزنها بعد إضراب عن الطعام لمدة 10 أيام، وهي الآن تعاني من ضعف شديد وخفقان في القلب.
وبعد تصريحات محامية هدايت، واصلت الشخصيات السياسية والمدنية مطالبتها بإنهاء إضرابها عن الطعام.
وأعرب عبد الله مؤمني عن قلقه بشأن وضع هدايت في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب لها: "وجودك وصرختك أمل لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" التي أضاءت نور الحياة في وجه أصحاب الأفكار المظلمة."
وفي إشارة إلى النضالات المدنية لبهاره هدايت، ذكر مؤمني أن هذه "الفتاة الإيرانية" ضحت بحياتها للدفاع عن الضمير الجماعي لأبناء بلدها ضد مصنع الأكاذيب والجريمة وهي مضربة عن الطعام.
وبحسب ما قاله مؤمني، خلال هذه الفترة، تدهورت الحالة البدنية والصحية لهدايت، ويمكن أن يؤدي استمرار الإضراب إلى زيادة المخاوف.
ومع ذلك، وصفت بهارة هدايت، في رسالة نشرتها مؤخرًا، إضرابها عن الطعام بأنه "تجديد العهد" مع الضمير العام للإيرانيين من أجل الحرية، والانتفاضة الشعبية للإيرانيين في أعقاب مقتل مهسا أميني، واحترام حقوق أهالي الضحايا ومعاناتهم من القمع في الأيام الأخيرة.
وتشير هدايت إلى موجة الاعتقالات التي طالت ما لا يقل عن 21 من أفراد عائلات الذين قتلوا على يد النظام خلال الشهر الماضي، وعشية الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا أميني على يد النظام.
وأكدت هذه الناشطة السياسية المسجونة أن إضرابها عن الطعام "ضئيل" مقارنة بـ"الأكاذيب" التي يسعى النظام إلى فرضها بالقوة بدلا من الحقيقة، وأضافت في الوقت نفسه موجهة حديثها إلى من أراد كسر إضرابها عن الطعام، أن حياتها وحريتها مهمتان عندما تتمكن من المساهمة في تحقيق إرادة الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية في ظل "الضمير العام للمجتمع".
وفي 8 سبتمبر (أيلول)، نشرت عائلة جواد روحي نصًا موجهًا إلى بهاره هدايت، وكتبت فيه أن وجودها ضروري للشعب الإيراني وطالبتها بإنهاء إضرابها عن الطعام.
وكان جواد روحي أحد المتظاهرين المعتقلين في الانتفاضة الشعبية والذي حكم عليه بالإعدام 3 مرات في المحكمة الثورية في مازندران العام الماضي، لكن المحكمة العليا ألغت الحكم لاحقًا.
وتوفي روحي بطريقة مريبة أثناء وجوده في السجن في انتظار محاكمته الاستئنافية.
وبالإضافة إلى عائلة روحي، أعرب أكثر من 70 ناشطًا طلابيًا سابقًا وحاليًا في الجامعات الإيرانية عن قلقهم بشأن إضراب هدايت عن الطعام من خلال نشر رسالة قالوا فيها إنه لا يمكن استمرار أي نضال حقيقي دون الاهتمام بحياة المواطنين.
لكن هدايت طلبت منهم "القلق على إيران" بدلا من القلق عليها، وأكدت أن نظام الجمهورية الإسلامية زائل، لكن زواله يعتمد على "عمل سياسي مدروس ومبني على الضمير".
بهاره هدايت، الناشطة البالغة من العمر 42 عامًا، والتي بدأت نشاطها السياسي بفكر إصلاحي في العقد الأول من القرن الحالي، وتحملت سنوات عديدة من السجن، بما في ذلك 7 سنوات في السجن بعد احتجاجها على نتائج انتخابات عام 2009، هي واحدة من الناشطين السياسيين القلائل في إيران الذين يتحدثون الآن علناً عن الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية ويطالبون بذلك.
وتم اعتقالها في طهران خلال الانتفاضة الشعبية للإيرانيين في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، ويخشى أن تؤدي كتابة ونشر هذه الرسائل في معارضة علنية للنظام الإيراني إلى زيادة التهم الموجهة إليها وعقوبة السجن.