في مقابلة عشية ذكرى مقتل مهسا أميني، قال الرئيس التنفيذي السابق لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، عبد الله ناصري، إن "انتفاضة جينا" "أرعبت" المرشد علي خامنئي كثيراً لدرجة أنه انتهك خطيه الأحمرين الرئيسيين.
وفي هذه المقابلة مع موقع "زيتون"، والتي نُشرت يوم الاثنين 11 سبتمبر (أيلول)، أكد ناصري أن المرشد الإيراني "خائف وحزين للغاية" في أعقاب الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي.
وأضاف: "لطالما عاش خامنئي وعملاؤه الرئيسيون مع قوس قزح من الخوف منذ عام 2017 على الأقل، لكن بعد ثورة "المرأة، الحياة، الحرية" انتقلوا إلى كهف الخوف المظلم".
ووفقاً لما قاله هذا العضو السابق في منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية، أصبحت "انتفاضة مهسا" "وطنية وعالمية" لدرجة أنها أجبرت خامنئي على التخلي عن خطيه الأحمرين الرئيسيين، أي المفاوضات مع أميركا والحجاب الإجباري.
وأثارت وفاة مهسا أميني، وهي فتاة تبلغ من العمر 22 عامًا من سقز، أثناء احتجازها من قبل دورية شرطة الأخلاق، احتجاجات واسعة النطاق داخل وخارج البلاد لم يشهدها النظام الإيراني مطلقًا منذ 44 عامًا.
وبعد هذه الاحتجاجات، تزايدت يوماً بعد يوم أعداد النساء والفتيات اللاتي يخرجن إلى الشوارع دون الحجاب الإجباري، وهو الحدث الذي أجج الخلافات الداخلية بين مؤيدي النظام.
وكان عبد الله ناصري من بين الشخصيات التي أيدت تصريح مير حسين موسوي، رئيس الوزراء السابق وإحدى قيادات الحركة الخضراء، بالانتقال من نظام الجمهورية الإسلامية وسط الاحتجاجات في فبراير (شباط) من العام الماضي.
وبعد بضعة أشهر، في شهر مايو (أيار) من هذا العام، كان أحد المتحدثين في المؤتمر الافتراضي "الحوار لإنقاذ إيران"، حيث وصف بيان مير حسين موسوي الأخير بأنه "الكلمة الأخيرة" و"السبيل الوحيد لبقاء جغرافية إيران."
وعلى إثر هذا الموقف، داهمت قوات الأمن منزله يوم الأحد 7 مايو (أيار)، وفتشت أجهزته الإلكترونية وصادرتها، واستدعته إلى قاعة المحكمة في سجن إيفين.
وفي أعقاب هذه الاحتجاجات، وبعد أن قالت الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مراراً وتكراراً، إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي لم تعد من أولوياتها، اتضح أن مفاوضي النظام الإيراني كانوا يتحدثون سراً وبشكل غير مباشر مع الأميركيين في الأشهر الماضية.
وذلك على الرغم من أن المرشد الإيراني منع مراراً وتكراراً أي حوار مع الأميركيين بلغة واضحة.
وقال عبد الله ناصري، الذي تعرض لضغوط شديدة في الأشهر الأخيرة رغم مرضه، بحسب "زيتون"، بسبب موقفه من احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، إن "الحجاب الإجباري قد فشل والخط الأحمر الآخر – العلاقة مع أميركا – داس عليه المرشد (وطبعا بسبب خوفه الكبير من الانتفاضة). وهذان إنجازان عظيمان لهذه الانتفاضة وعلينا أن نقدرهما".
وتابع: "النقطة الجديرة بالملاحظة هي أنه من الآن فصاعدا، كل احتجاج عام مثل احتجاج المياه والبنزين والبيئة والفرحة بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية من قبل أي حكومة أجنبية، وما إلى ذلك، سيكون مصحوبا باسم "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي إشارة إلى الانتخابات المقبلة للشعب الإيراني لانتخاب أعضاء البرلمان، قال: "يجب إعلان موقفنا من مقاطعة الانتخابات بشكل واضح. المشاركة في انتخابات البرلمان محرمة، لأنها تعتبر مشاركة في دماء جينا".