استعرض حامد إسماعيليون، أحد الشخصيات المعارضة البارزة للنظام الإيراني وعضو رابطة أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية، أحداث العام الماضي بعد مقتل مهسا أميني. وطالب الغرب بالتوقف عن استرضاء النظام الإيراني وعدم عرقلة الثورة الإيرانية العظيمة.
وفي مساء 11 سبتمبر (أيلول)، نشر إسماعيليون نصاً على حسابه على "إنستغرام"، ذكر فيه أنه بمقتل مهسا، وصلت روح المجتمع إلى نقطة الغليان، وهذا الحدث أحيا ذكرى جميع ضحايا النظام الإيراني دفعة واحدة في أذهان المجتمع.
وفي جزء من رسالته، وهو يعدد خصائص هذه الثورة "التقدمية"، تناول أيضا أوجه قصورها من وجهة نظره.
وبحسب ما ذكره هذا الكاتب، فإن غياب الأحزاب والمؤسسات والتيارات السياسية التقدمية والقادرة على إعداد المجتمع للانتقال الديمقراطي من الجمهورية الإسلامية وما بعدها، لم يغب عن أعين المراقبين والمواطنين خلال العام الماضي.
كما أكد إسماعيليون أن "محاولة تعويض هذا النقص" في العام الماضي لم تتوصل إلى نتيجة مهمة، بسبب "اختلاف وجهات النظر حول القضايا الأساسية".
وفي مايو (أيار) من هذا العام، خرج إسماعيليون من "ائتلاف التضامن" بسبب خلافات بين الأعضاء. وكان رضا بهلوي، ومسيح علي نجاد، وعبد الله مهتدي، ونازنين بنيادي، وشيرين عبادي حاضرين في هذا التحالف.
وميثاق التضامن والتنظيم من أجل الحرية، الذي يطلق عليه اختصارا "ميثاق مهسا"، تم اقتراحه في فبراير (شباط) الماضي في اجتماع بعنوان "مستقبل الحركة الديمقراطية الإيرانية" في جامعة جورج تاون بواشنطن، ولكن بسبب ما أسماه إسماعيليون بأنه "وجهات نظر مختلفة حول القضايا الأساسية"، لم يتمكن من مواصلة أنشطته.
وفي جزء آخر من رسالته قال إسماعيليون، الذي فقد زوجته وابنته في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، بأن "مشاهدة تصدع الجمهورية الإسلامية" رغم القمع الذي تمارسه، فيها دروس كثيرة لنا جميعاً.
وأضاف إسماعيليون: "نحن الإيرانيين تعلمنا بشكل صحيح أنه يجب علينا الاعتماد على أنفسنا. وفي الوقت نفسه، نعلم أنه من أجل إنقاذ إيران، علينا فقط الاعتماد على أنفسنا، وإذا كانت هناك ثورة، فستكون داخل الحدود الإيرانية".
ومضى يصف نفسه بأنه أحد مساعدي الثورة في الخارج، وقال إنه في هذا السياق، فإن عكس أصوات المناضلين والمتظاهرين داخل إيران ودعم حركة الشعب الإيراني هو أهم من أي شيء آخر.
وكان إسماعيليون أحد مؤسسي التجمع الذي شارك فيه عشرات الآلاف من الإيرانيين المقيمين في الخارج في برلين بألمانيا.
وبدعوته، حضر حوالي 80 ألف شخص في العاصمة الألمانية في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 لدعم احتجاجات الشعب الإيراني خلال الانتفاضة الشعبية.
ويُشار إلى هذا التجمع والمسيرة على أنهما أكبر تجمع للإيرانيين في الخارج وحدث تاريخي للتضامن ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
ودعا عضو رابطة أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية، التي قامت حتى الآن هي وتجمع برلين بالعديد من الترتيبات لمسيرة الإيرانيين في الخارج، الدول الغربية إلى وقف "استرضاء النظام الإيراني" وعدم الوقوف في طريق التحول الكبير للإيرانيين.
وفي هذا الصدد، أشار إسماعيليون إلى محاولة إيران الدفع بسياسة احتجاز الرهائن وإجبار الغرب على الجلوس على الجانب الآخر من طاولة المفاوضات، في إشارة إلى الاتفاق الأخير بين طهران وواشنطن للإفراج عن عدد من السجناء الأميركيين مزدوجي الجنسية في إيران، مقابل إطلاق سراح الأموال الإيرانية المجمدة .
وأكد هذا الناشط المدني على "الطريق الطويل والمؤلم" نحو العدالة الاجتماعية والديمقراطية وفصل الدين عن الحكم وتحقيق العدالة للضحايا، مذكّرًا أننا إذا لم ننفذ الكثير من هذه التغييرات "واحدا تلو الآخر وبالصبر"، نكون قد كررنا الدائرة المغلقة.
وأشار إسماعيليون إلى التنفيذ الصحيح للعدالة الانتقالية باعتبارها إحدى أهم ركائز صناع السياسات، وقال إن هذه العدالة يجب أن يصاحبها إلغاء عقوبة الإعدام والتعذيب والمحاكم الميدانية.
ووفقا لما قاله إسماعيليون، إذا لم تتم معاقبة "كل مرتكبي الجرائم"، فلن يكون هناك ضمان كبير لتحقيق الديمقراطية.
وفي نهاية نصه، أكد إسماعيليون أنه سيحضر تجمع الإيرانيين في الخارج يوم 16 سبتمبر لإحياء ذكرى مقتل مهسا أميني في تورونتو بكندا، وكتب: "أعلم أن الجمهورية الإسلامية ستسقط عاجلاً أم آجلاً" في أيدي الإيرانيين. يجب علينا جميعا أن نجهز أنفسنا لرؤية ذلك اليوم."
في الأسبوع الماضي، نشرت رابطة أهالي ضحايا الرحلة "PS-752" دعوة للتجمع العالمي في 16 سبتمبر (أيلول)، ودعت الإيرانيين في الخارج للنزول إلى شوارع العالم في الذكرى السنوية الأولى لمقتل مهسا أميني.
وفي إعادة نشر نداء الرابطة على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، كتب إسماعيليون: "اصرخ باسمها! اسمها هو كلمة السر لدينا. قل لي إنك لم تنس. قل إنك لا تسامح."
وعشية الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، تم نشر دعوات عديدة للتجمع في 16 سبتمبر داخل البلاد وخارجها والإضراب على مستوى البلاد في المدن الإيرانية.
ودعا ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، في بيان بالفيديو عشية الذكرى السنوية لمقتل مهسا، الإيرانيين إلى التوحد وبدء موجة جديدة من الثورة الوطنية.
ووصف "الدفاع المشروع" بأنه حق طبيعي للمواطنين، وحذر أجهزة القمع من مسؤولية أي أعمال عنف ضد الشعب الإيراني.
ودعت 27 مؤسسة وجماعة، خلال الأسابيع الماضية، إلى تنظيم تجمعات عالمية في هذا اليوم، ودعت الأحزاب الكردية، في بيان لها، إلى تشكيل إضراب وطني في المدن الكردية ومناطق أخرى في إيران.