وفقا لمعلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تم استدعاء أمجد أميني، والد مهسا أميني، إلى استخبارات مدينة "سقز" بمحافظة كردستان عدة مرات في اليومين الماضيين، وتعرض لضغوط لعدم إحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل ابنته، لكنه لم يهتم لهذه التهديدات، وأكدت العائلة على إحياء هذه الذكرى.
وكتبا أمجد أميني، ومجكان افتخاري، والدا مهسا أميني، الأسبوع الماضي عبر "إنستغرام"، عن ذكرى مقتل ابنتهما: "نحن أسرة مهسا مثل أي عائلة مفجوعة، في ذكرى استشهاد ابنتنا الحبيبة سنجتمع لإحياء الذكرى السنوية، وسنقيم مراسمنا التقليدية والدينية".
وجاءت هذه الدعوة في الوقت الذي اعتقل فيه رجال الأمن مؤخرا صفا عائلي، خال مهسا أميني، ونقلوه إلى مكان مجهول.
ووفقا للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تم استدعاء أمجد أميني أيضا عدة مرات من قبل استخبارات مدينة "سقز"، بعد نشر إعلان عن موعد إحياء الذكرى السنوية الأولى لمقتل ابنته، وتم استجوابه لساعات.
وأكد والد مهسا أميني ردا على هذه الضغوط والتهديدات لإلغاء دعوة إحياء الذكرى السنوية: "لم أقبل هذا على الإطلاق، وسنقيم الحفل".
وهاجمت قوات النظام المسلحة، صباح الثلاثاء 5 سبتمبر (أيلول)، منزل صفا عائلي، خال مهسا أميني، واعتقلته.
وفي الأشهر الـ5 الماضية، مع اقتراب ذكرى الاحتجاجات الإيرانية، اعتقلت قوات النظام ما لا يقل عن 80 فردا من العائلات المطالبة بالعدالة.
من ناحية أخرى، في الأيام الأخيرة، تم نشر عدة تقارير حول انتشار قوات النظام المسلحة بالمدن الكردية في إيران.
كما أشارت التقارير إلى أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء إيران، وخاصة في محافظتي كردستان، وأذربيجان الغربية، بحيث قام الحرس الثوري الإيراني بمدينة "سنندج" في محافظة كردستان، بإنشاء نقاط تفتيش لفحص سيارات المواطنين وهواتفهم المحمولة.
ووفقا لمنظمة "هنغاو" المعنية بحقوق الأكراد في إيران، دخل ما لا يقل عن ألف جندي من القوات الخاصة إلى مدينة "سقز"، حيث عاشت ودُفنت الشابة مهسا أميني، وتم نشر هذه القوات في المدينة.
ودخلت مهسا أميني في غيبوبة العام الماضي بعد اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، وتم نشر خبر وفاتها يوم 16 سبتمبر (أيلول)، في مستشفى كسرى.
وبعد ساعات من وفاتها، تم تشكيل وقفة احتجاجية أمام المستشفى، وبعد يوم واحد وخلال جنازتها في مقبرة "آيتشي" بمدينة "سقز"، اندلعت موجة من الاحتجاجات ضد النظام الإيراني.
وفي الأيام التالية وبعد مقتل مهسا تم تشكيل حركة "المرأة، الحياة، الحرية"، بعدما انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، والتي يشار إليها باسم "احتجاجات الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية".
ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان، قُتل في الاحتجاجات، التي رافقتها هجمات من قبل قوات النظام المسلحة بقصد القمع والقتل، ما لا يقل عن 570 مواطنا، من بينهم عشرات الأطفال.
كما أصيب عشرات آخرون بالعمى، وبإصابات بالحبل الشوكي، واعتقل الآلاف وأرسلوا إلى السجن لمشاركتهم في الاحتجاجات أو لدعمهم لها.
وعلى الرغم من جهود النظام الإيراني لقمع المتظاهرين بمختلف القطاعات، بما في ذلك الطلاب في العام الماضي لمنع عودة الاحتجاجات، فقد صدرت عدة دعوات من قبل الجماعات والمؤسسات والمواطنين لتنظيم مسيرات وإضراب بجميع أنحاء البلاد في ذكرى الاحتجاجات الإيرانية.
وإحدى الدعوات الأخيرة نشرتها جوهر عشقي، والدة العامل والمدون ستار بهشتي، الذي قتل على يد النظام الإيراني، ودعت فيها عامة الشعب الإيراني إلى عدم نسيان الشباب الذين ضحوا بحياتهم في سبيل البلاد. مؤكدة على عدم نسيان ذكرى مهسا أميني.