مع استمرار إيران في تهديد الأحزاب الكردية، بدأ وزير الخارجية العراقي زيارة إلى طهران، الأربعاء 13 سبتمبر (أيلول)، لمناقشة إنهاء التهديدات ضد حدود بلاده ومنع الصراع، فيما حذرت طهران من أن المهلة التي حددتها بغداد لـ"نزع سلاح أحزاب المعارضة" في إقليم كردستان تقترب من نهايتها.
وأعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية، عبر نشرها مقاطع فيديو، أن القوات البرية للحرس الثوري الإيراني تقوم بنقل معدات مدرعة إلى الحدود، شمال غربي إيران.
وكتبت "تسنيم" أن شحن هذه المعدات تم مع اقتراب مهلة 19 سبتمبر (أيلول)، وهي "نهاية الإنذار الإيراني للعراق لنزع سلاح الأحزاب الكردية".
وقال المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، ناصر كنعاني، خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين 11 سبتمبر (أيلول)، إن المهلة التي منحتها الحكومة العراقية لنزع سلاح الأحزاب الكردية المعارضة للنظام الإيراني والمتمركزة في إقليم كردستان ستنتهي في 19 سبتمبر، "ولن يتم تمديدها بأي شكل من الأشكال".
ويعد "آزادي كردستان"، و"كردستان الديمقراطية الإيرانية"، و"كومله كردستان"، من بين الأحزاب المتمركزة في إقليم كردستان العراق والمعارضة للنظام الإيراني والتي تصفها إيران بـ"الإرهابية".
وفي بيان مشترك الأسبوع الماضي، دعت هذه الأحزاب إلى إضراب وطني في 16 سبتمبر (أيلول)، بالتزامن مع ذكرى مقتل مهسا أميني.
وأعلنت الأحزاب الكردية الستة التي وقعت على هذا البيان، ضرورة إغلاق المحال التجارية وحضور شعب كردستان إلى قبر "جينا" وغيرها من الضحايا.
وناقشت صحيفة "فرهيختكان"، اليوم الأربعاء 13 سبتمبر (أيلول)، اتفاقية الشهور الست وزيارة وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إلى إيران، وكتبت أن طهران وبغداد وقعتا اتفاقية في بغداد 19 مارس (آذار) 2023 في حفل حضره رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وإذا لم يتم تنفيذ بنوده فسوف تتعامل إيران مع هذه الأطراف (الأحزاب الكردية).
ويأتي تهديد النظام الإيراني بالغزو المباشر للأراضي العراقية، في حين أن الحرس الثوري الإيراني استهدف العام الماضي قاعدة الجماعات الكردية الإيرانية في إقليم كردستان بهجماته الصاروخية والطائرات المسيرة عدة مرات.
وبعد تكرار تهديدات وتحذيرات إيران بشأن عدم تجديد هذا الاتفاق، قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، الثلاثاء 12 سبتمبر (أيلول)، إن العراق "ينقل معسكر وقاعدة" الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة للنظام الإيراني إلى "مناطق" بعيدة عن حدود منطقة كردستان مع إيران".
كما أكد أنه سيتوجه شخصيا إلى طهران الأربعاء (اليوم) لإيصال هذه الرسالة و"منع الصراع وزيادة التوتر على الحدود".
وبحسب ما قاله وزير الخارجية العراقي، فإنه سيناقش خلال هذه الزيارة إنهاء التهديدات بالعنف ومنع غزو إيران لإقليم كردستان.
يذكر أن الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني على مواقع الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان تكثفت بعد بداية الانتفاضة الشعبية، لأن إيران اتهمت مرارا وتكرارا الأحزاب الكردية المتمركزة في العراق بلعب دور في الاحتجاجات التي اندلعت على مستوى البلاد في إيران بعد مقتل مهسا أميني.
ونتيجة لهجمات الحرس الثوري العام الماضي على الأراضي العراقية، والتي شملت مدرسة، قُتل وجُرح العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ووصفت حكومة إقليم كردستان العراق الهجمات الصاروخية المتكررة التي شنها الحرس الثوري الإيراني على أراضيها العام الماضي بأنها "عدوان" وأدانتها.
وجاء في بيان حكومة إقليم كردستان أن الهجمات الصاروخية على مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية تحت أي ذريعة أو سبب أمر غير مقبول ويهدف إلى حرف مسار الأحداث الجارية في إيران.
وأدان المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، مرارا وتكرارا، هجمات الحرس الثوري الإيراني على أراضي إقليم كردستان العراق.
وفي وقت سابق، أدان مكتب الأمم المتحدة في العراق "الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية المتكررة على إقليم كردستان"، ووصفها بأنها انتهاك للسيادة العراقية وحذر من أنه لا ينبغي استخدام العراق ساحة لتصفية الحسابات ويجب الحفاظ على سلامة أراضيه.