أصبحت مدن مختلفة في إيران ساحة للشعارات المناهضة للنظام وغيرها من أشكال العصيان المدني في ذكرى انتفاضة الشعب الإيراني ضد النظام، وفي الوقت نفسه، إلى جانب الإعلان عن الإضرابات، أكدت مختلف المجموعات والشخصيات السياسية أيضًا على النضال الموحد للإطاحة بالاستبداد الديني.
وتظهر مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه مساء أمس الجمعة 15 سبتمبر(أيلول)، خرج المواطنون في أحياء مختلفة من طهران، بما في ذلك شارع آزادي، وساحة انقلاب، وإكباتان، ونارمك، وغيشا، وطهران بارس، وتشيتكر، وشارع كاشاني، وبلدة آتي ساز، وأبادانا، وهتفوا بشعارات مناهضة للنظام الإيراني.
من جهة أخرى، خرج أهالي زاهدان بمسيرة بعد صلاة الجمعة ورددوا شعارات مناهضة لعلي خامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية.
كما تظهر مقاطع فيديو أخرى تلقتها "إيران إنترناشيونال" مواطنين يهتفون ضد نظام الجمهورية الإسلامية في كرج وسنندج ومشهد.
ومن ناحية أخرى، تكثفت أشكال أخرى من العصيان المدني، بما في ذلك توزيع المنشورات واللافتات المناهضة للنظام. وتظهر مقاطع الفيديو المرسلة إلى "إيران إنترناشيونال" من أصفهان ويزد وسقز، قيام المواطنين بإعداد وتوزيع منشورات بمناسبة ذكرى مقتل مهسا أميني تدعو إلى الاحتجاجات والإضرابات، بالإضافة إلى صور قتلى الانتفاضة الشعبية.
وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، أعرب حامد إسماعيليون عن أمله في الحضور الكبير للإيرانيين من مختلف أنحاء العالم في تجمعات ذكرى انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، ووصف يوم 16 سبتمبر بأنه "يوم صعب للغاية بالنسبة لنظام الجمهورية الإسلامية".
وقال حامد إسماعيليون: إن الشعب الإيراني يظهر للدول الغربية والعالم أجمع في اجتماعات ذكرى الانتفاضة الشعبية أنه قد تجاوز الجمهورية الإسلامية.
وأكد رضا بهلوي على ضرورة الإطاحة بـ "نظام الجمهورية الإسلامية المناهض لإيران" ودعا المواطنين إلى تحويل كل منزل وزقاق وشارع وحي وقرية ومدينة ومحافظة وإيران برمتها "إلى مكان للتنظيم ومركز للنضال ومحور للتضامن لإسقاط هذا النظام".
وقال ولي عهد إيران السابق في رسالة فيديو إلى الشعب الإيراني: "لقد أدركتم أن الطريق إلى الرخاء والرفاهية يكمن في الإطاحة بهذا النظام المناهض لإيران واستبداله بنظام وطني ومنتخب".
وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، وصف الأمين العام لحزب "كومله" الكردستاني الإيراني، عبد الله مهتدي، الجهود المبذولة لخلق وحدة في المعارضة بأنها ضرورية، وقال إن مثل هذه الوحدة يجب أن تؤدي إلى تشكيل ائتلاف، والأهم من ذلك، خلق بديل ذي مصداقية في نظر الشعب الإيراني والعالم.
وبينما أعلن عبد الله مهتدي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، دعوة الأحزاب الكردية إلى تنظيم إضرابات في مدن كردستان 16 سبتمبر(أيلول)، نشرت صفحة نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة، على موقع إنستغرام، نصا لسبع سجينات سياسيات في سجن إيفين وقد أعلنّ فيه: "من أجل دعم الشعب والاحتجاج على النظام سنعتصم في ساحة السجن اعتبارا من 15 سبتمبر".
يذكر أن أزاده عابديني، وسبيده قليان، وشكيلا منفرد، وكلرخ إيرايي، ونرجس محمدي، ومحبوبة رضائي، وفيدا رباني هن السجينات اللواتي أعلنّ اعتصامًا وطلبن من الشعب الإيراني والعالم أن يكونوا "صوت المتظاهرين والمعارضة".
وجاء في جزء آخر من بيان هؤلاء السجينات السياسيات السبع: "إن قتل وإعدام الفتيات والفتيان المضطهدين في أرضنا في الشوارع والسجون، وإفقاد المتظاهرين أبصارهم، واحتجاز وتعذيب وسجن المنتفضين، هي جرح في حياتنا ونفسيتنا، لكنها شعلة أمل ودوافع لمواصلة النضال حتى لحظة انتصارنا".