كرر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، المزاعم بأن بلاده "لم تعط روسيا أي طائرات مسيرة في حربها ضد أوكرانيا"، قائلا إنه "طلب من مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، عدم تكرار هذه التصريحات مرة أخرى؛ لأنها لا أساس لها من الصحة على الإطلاق".
وفي مقابلة مع صحيفة "الوفاق" أشار أمير عبداللهيان إلى آخر مكالمة هاتفية له مع بوريل حيث حذره من استخدام روسيا للطائرات الإيرانية المسيرة في الحرب ضد أوكرانيا.
وحذرت كييف وعدد من المسؤولين الأميركيين مرارا خلال الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية الذي استمر 18 شهرا، من دعم طهران العسكري لموسكو، وتسليم طائرات مسيرة لروسيا من أجل مهاجمة الأراضي الأوكرانية.
وكان المثال الأخير في غارة روسية بالطائرات المسيرة على كييف في 10 سبتمبر (أيلول)، حيث تمكنت القوات الجوية الأوكرانية من تدمير وإسقاط 26 طائرة مسيرة هجومية إيرانية الصنع من طراز "شاهد".
ومع ذلك، كرر وزير الخارجية الإيراني الادعاء بأن إيران لم تشارك في إرسال هذه الطائرات المسيرة إلى روسيا، قائلا:"موقفنا من قضية أوكرانيا واضح وشفاف للغاية وليس لدينا أي مجاملة حول سياستنا الخارجية مع أي جانب".
كما قال أمير عبداللهيان مؤخرا إنه "لم يتم تقديم أي وثائق من قبل المسؤولين الأوكرانيين لاستخدام الأسلحة الإيرانية في الحرب الأوكرانية،، وأن ما يقال هو "دعاية إعلامية غربية بحتة، ذات أهداف سياسية".
وبالإضافة إلى الغارة الجوية الأسبوع الماضي، كان قد أعلن سلاح الجو الأوكراني في 3 سبتمبر (أيلول) أن أنظمة الدفاع الجوي في البلاد أسقطت 22 مسيرة إيرانية من أصل 25، استخدمت في الهجوم الروسي على الأجزاء الجنوبية من منطقة أوديسا.
وبحسب الجانب الأوكراني، فإن العديد من هذه الهجمات تتم من قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم، وباستخدام طائرات مسيرة إيرانية من طراز "شاهد 131"، و"شاهد 136".
وقال رئيس الموساد ديفيد برنياع أيضا، في خطاب ألقاه في جامعة ريتشمان الأسبوع الماضي، إن "إسرائيل قلقة بشأن بيع أسلحة روسية متطورة لإيران"، مضيفًا: "خوفنا هو أن ينقل الروس أسلحة متطورة إلى إيران مقابل الطائرات المسيرة ومعدات أخرى، الأمر الذي سيعرض بالتأكيد أمننا، وربما وجودنا أيضًا للخطر".
وفي منتصف يونيو (حزيرن) من هذا العام قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن "طهران زودت موسكو بالمعدات اللازمة لبناء مصنع للطائرات المسيرة، وإن روسيا قد تنتج طائرات إيرانية مسيرة مطلع العام المقبل.
كما أشار كيربي إلى أن "إيران وروسيا لديهما دعم عسكري لبعضهما البعض من الجانبين، مشيرا إلى أن إيران تسعى للحصول على معدات عسكرية من روسيا بمليارات الدولارات، بما في ذلك طائرات هليكوبتر ورادارات".
وفي سياق مشترك وافق مجلس النواب الأميركي في 13 سبتمبر على خطة لمواجهة صادرات الصواريخ الإيرانية، والتي تلزم الرئيس الأميركي بمعاقبة الأفراد والكيانات الأجنبية المشاركة في تطوير برامج الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وتجميد أصولهم.
واستهدفت الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، ونيوزيلندا، حتى الآن النظام الإيراني بعدة مراحل من العقوبات، لتزويده روسيا بالطائرات المسيرة في الحرب الأوكرانية. ومع ذلك، فإن سلطات النظام الإيراني أنكرت مساعدة روسيا في الحرب ضد أوكرانيا.
ومن ناحية أخرى، أشارت تقارير مختلفة أيضا إلى وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في شبه جزيرة القرم لتدريب القوات الروسية لاستخدام الطائرات المسيرة في الهجوم على أوكرانيا، وكذلك القرار المحتمل للنظام الإيراني ببناء خط إنتاج طائرات مسيرة في روسيا، وكذلك توفير الصواريخ الباليستية لموسكو.