هدد وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، الحكومة العراقية بأنه لم يبق سوى يومين على تنفيذ اتفاق طهران - بغداد على طرد الأحزاب الكردية، وهذه المهلة "لن يتم تمديدها". وذلك عقب التهديدات الإيرانية ضد هذه الأحزاب المتمركزة في إقليم كردستان العراق.
وقد وقعت طهران وبغداد اتفاقية بمهلة ستة أشهر في بغداد 19 مارس 2023 في حفل حضره رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وفي حال عدم تنفيذ بنوده، هددت إيران بمواجهة الأحزاب الكردية.
وفي الأيام الماضية، ومع اقتراب الموعد النهائي المنصوص عليه في هذا الاتفاق، وهو 19 سبتمبر، هدد عدد من المسؤولين في إيران بالتدخل ومهاجمة مقرات هذه الأحزاب في العراق.
وقد سافر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى طهران 13 سبتمبر، وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، إن الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان سيتم نقلها إلى "مخيم" للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة.
وبعد أربعة أيام من هذا اللقاء، أعلنت شبكة "العربية" استكمال نقل الجماعات الكردية المعارضة للنظام الإيراني من المناطق القريبة من الحدود الإيرانية في إقليم كردستان العراق.
وقال محمد رضا اشتياني، يوم السبت 16 سبتمبر(أيلول)، لصحيفة "إيران"، الناطقة باسم الحكومة، إن طهران ليس لديها خطط "لتمديد" الفترة المنصوص عليها في هذا الاتفاق و"سنتصرف في الوقت المناسب، استنادا إلى الاتفاق الذي أبرمناه".
كما قال وزير الدفاع الإيراني: "سنقيّم وضع تنفيذ الاتفاق مع العراق في الدقيقة الـ90 ونتخذ قرارا بناءً عليه".
وفي وقت سابق، كان وزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبد اللهيان، وناصر كنعاني، المتحدث باسم هذه الوزارة، قد ذكّرا العراق بإنذارهما في خطابين منفصلين.
وردا على هذه التهديدات، سافر وزير الخارجية العراقي إلى طهران الأسبوع الماضي، وقال إن حكومته "ملتزمة بنزع سلاح" الأحزاب الكردية وتنفيذ الاتفاقية الأمنية مع إيران.
وفي الوقت نفسه، أكد فؤاد حسين أن "أدبيات التهديد بالقصف والهجوم العسكري" لا ينبغي أن تستخدم لحل القضايا بين البلدين. وأضاف: "نحتاج إلى ضمانة من إيران بأنها لن تستخدم لغة وأدب الهجوم والعنف".
وقد أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، صباح الأربعاء، وبالتزامن مع زيارة فؤاد حسين إلى طهران، أن القوات البرية للحرس الثوري الإيراني تنقل معدات مدرعة وطائرات مسيرة وصواريخ إلى الحدود الشمالية الغربية.
ويأتي تهديد إيران بالغزو المباشر للعراق في حين أن الحرس الثوري استهدف عدة مرات العام الماضي قاعدة الجماعات الكردية الإيرانية في إقليم كردستان بهجماته الصاروخية والطائرات المسيرة.
يذكر أن الهجمات الصاروخية التي شنها الحرس الثوري الإيراني على مواقع الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان العراق تكثفت بعد بداية الانتفاضة الشعبية، لأن طهران اتهمت مرارا وتكرارا الأحزاب الكردية المتمركزة في العراق بلعب دور في الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد مقتل مهسا أميني.
ونتيجة لهجمات الحرس الثوري الإيراني العام الماضي على الأراضي العراقية، والتي تضمنت هجومًا على مدرسة، قُتل وجُرح العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
ووصفت حكومة إقليم كردستان العراق الهجمات الصاروخية المتكررة التي شنها الحرس الثوري الإيراني على أراضيها في أكتوبر من العام الماضي بأنها "عدوان" وأدانتها.
وجاء في بيان حكومة إقليم كردستان أن قصف مواقع الأحزاب الكردية الإيرانية تحت أي ذريعة أو سبب أمر غير مقبول ويهدف إلى تشتيت الانتباه عن الأحداث الجارية في إيران.
وقد أدان المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، مرارا وتكرارا هجمات الحرس الثوري الإيراني على أراضي إقليم كردستان العراق.
وفي وقت سابق، أدان مكتب الأمم المتحدة في العراق “هجوم الطائرات المسيرة الإيرانية والهجمات الصاروخية المتكررة على إقليم كردستان” ووصفها بأنها انتهاك للسيادة العراقية وحذر من أنه لا ينبغي استخدام العراق ساحة لتصفية الحسابات ويجب الحفاظ على سلامة أراضيه.