قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في نيويورك، إن خطة سلطان عمان للعودة إلى الاتفاق النووي لا تزال مطروحة على الطاولة، وإذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة فإن إيران جادة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.
وبحسب وكالة أنباء "إيسنا"، فقد قال حسين أمير عبد اللهيان في مقابلته مع غوتيريش، مساء أمس السبت 23 سبتمبر (أيلول)، إنه بعد تبادل السجناء مع الولايات المتحدة والإفراج عن أموال إيران المحتجزة في كوريا الجنوبية، يتواصل "تبادل الرسائل" مع واشنطن.
وفي وقت سابق، ذكرت "رويترز" أن قطر عقدت اجتماعات ثنائية منفصلة مع الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع، بشأن البرنامج النووي الإيراني ومخاوف واشنطن بشأن نقل طائرات مسيرة إيرانية إلى روسيا.
وقال وزير الخارجية الإيراني، خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة، إن إيران "جادة" بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، واعتبر ذلك مرهونا باستعداد الدول الغربية لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها في إطار خطة عمان المقترحة.
يأتي تصريح وزير الخارجية الإيراني عن أن خطة سلطان عمان لإحياء الاتفاق النووي "مطروحة على الطاولة"، في حين أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، كان قد أشار قبل ذلك بيوم إلى جهود واشنطن وأوروبا وحتى روسيا والصين، خلال العام الماضي، لإعادة إيران إلى الاتفاق النووي، قائلاً إن إيران لم تستطع أو لم ترغب في القيام بذلك".
وشدد أنتوني بلينكن: "المشكلة واضحة للغاية، المشكلة هي إيران. إنها عنصر مزعزع للاستقرار".
من ناحية أخرى، أعلن إنريكي مورا، مساعد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس السبت، أنه في الأسبوع الماضي، وبالتزامن مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، جرت مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، وأعلن أن سياسة الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالاتفاق النووي كانت "صحيحة تماما"، وليس هناك طريق سوى العودة إلى الاتفاق.
كما أشار أمير عبد اللهيان، إلى التوترات الأخيرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زاعما أنه كلما تصرفت الوكالة "تقنيا"، فإن الأمور تسير في "الاتجاه الصحيح"، ولكن على حد قوله، "كلما انحاز الآخرون لآرائهم السياسية على حساب القضايا المهنية للوكالة، تسوء الأمور".
وأكد عبد اللهيان مرة أخرى أن "القنبلة النووية ليس لها مكان في العقيدة الإيرانية".
وفي الوقت نفسه، ألغت إيران، يوم 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، ترخيص 8 مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد والتعبير عن قلقه، وطلب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إلى جانب الولايات المتحدة، من إيران التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي موقف منفصل، قال بلينكن إن إيران ليست مهتمة بالقيام بدور مسؤول في برنامجها النووي، وأن مثل هذا النهج "مزعزع للاستقرار".
وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، إنه طلب عقد اجتماع مع الرئيس الإيراني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل ثني إيران عن إلغاء ترخيص مفتشي الوكالة، لكن هذا الاجتماع لم يعقد.
وفي الأيام الأخيرة، انتقدت الولايات المتحدة، إلى جانب الأعضاء الأوروبيين في الاتفاق النووي، وكذلك الاتحاد الأوروبي، عدم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأعلنت أنه إذا استمرت إيران في عدم التعاون، فسوف يصدر مجلس محافظي الوكالة قراراً ضد إيران.